
شكري شاهين
إنَّ لَوْنَهَا غَرِيبٌ ، لَا أُرِيدُ اَلِاقْتِرَابَ مِنْهَا . مَعَ أَنَّ شَكْلَهَا يَبْدُو مَأْلُوفًا ، لَكِن هِيَ لَا يُمْكِنُ أَنْ تَنْتَمِيَ لِي
أَذْكُرُ آخِرَ مَرَّةٍ حِينَ كُنْتَ وَتَوأمي مَعًا، ثُمَّ اِفْتَرَقْنَا
هُنَاكَ عِنْدَ اَلتَّلَّةِ، قُبَيْلَ دُخُولِنَا فِي جَوْفِ اَلْكَهْفِ اَلْمُتَحَرِّكِ، فَقَدتُهَا، لَمْ أَسْتَطِع اَلتَّشَبُث بِهَا
أَذْكُرُ أَنَّ كُل مَا كَانَ حَوْلِي فِي اَلْكَهْفِ لَهُ نَفْسُ لَوْنَيْ. بَدَأَ اَلضَجِيجُ وَالدَّوَرَانُ، وَتشْبعَنَا بِالْمَاءِ اَلَّذِي رَشحَ مِنْ جَوَانِبِ اَلْكَهْفِ كَافَّةً، وَغَمَرَنَا سَائِلُ لَهُ رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ. دُرْنَا كَثِيرًا، ثُمَّ انْتَشَلَتْنَا يَدٌ وَوَضَعَتْنَا لِنَجْفَ فِي اَلْهَوَاءِ اَلطَّلْقِ. وَلَمحَتُ حِينَ انْتِشَالنا اَلْفَوْجَ اَلْآخَرَ اَلَّذِي سَيَدْخُلُ بُعْدَنَا ذَلِكَ اَلْكَهْف. لعلي لَمحَتُ توأمِي هُنَاكَ، دَاخِلَة مَعَ اَلْقِطَعِ اَلْمُلَوَّنَةِ اَلَّتِي دَخَلَت اَلْكَهْفَ
عُدْتُ أَنْظُرُ إِلَى هَذِهِ اَلَّتِي أَمَامِي، شَكْلُهَا شَكْلِي، وَلَكِنَّ لَوْنَهَا غَرِيبٌ
لَا أَدْرِي لِمَاذَا رُمينا أَنا وَإِيَّاهَا وَتَمَّ اَلتَّخَلُّصُ مِنَّا ، مَعَ أَنِّي نَاصِعَةُ اَلْبَيَاضِ. نَعم ، هَذَا حَال فَردة اَلْكَلَسَات اَلْمُنْفَرِدَة