ماري القصّيفي

يغسلني وجهك من بشاعات العالم
يعيد إلى عينيّ ألقًا غاب عنهما مذ بدأت أنتظرك
يغسلني صوتك من ضجيج العالم
يعيد إلى روحي صفاءً كان لها قبل أن تكتشف غيابك
يغسلني حبّك من إثم غضبي وخطيئة نقمتي وصراخ ألمي
***
تداوي بشفتيك ندوبًا تركت آثارَها على جسدي وروحي
وبدفء كلماتِك تعالج البرودة التي أصابت قلبي
***
تحملني إليك ككتاب عتيق يحمل أسرار الكون
وعن غلافي المزيّن برسوم غامضة تنفض غبارَ العمر
وتفتحني صفحةً بعد صفحة لتقرأ بين أسطري حكاية انتظاري لك
تفلفش أوراقي التي ظنّتْ أنّها ستبقى مغلقةً على كنوزها
تلامس عيناك وأناملُك الحروفَ، حرفًا تلو حرف
والكلماتِ، كلمةً إثر كلمة
وبصوتك المرتجف الخاشع تتلو آياتِ وصولك إليّ
وتدخل إلى عالمي في صمت وهدوء
يغلّفك فردوسي المفقود ويدعوك للإقامة طويلاً بين النقطة والحرف
عيناك الباسمتان كانتا تبسمان لي قبل أن تعرفا بوجودي
شفتاك كانتا تفترّان لي عن شبه فرح وهما لا تعلمان بعد ماذا ينتظرهما
أبتسم لك
تنتقل عدوى شفتيك إلى شفتيّ وأحضنك بكلّ حواسيّ
***
أيّها الرجل المولود من كلماتي
ها أنت تجيب على تساؤلاتِ من كان يسأل لمن تكتبين ومن تحبّين!
ها أنت تولد كلمةً من رحم انتظاري
لتصير الرجل الذي يعود إلى رحم عشقي
وليولد كلماتٍ لا تشبه إلّا نفسَها …وأنت
***
من أين لي أن أعرف رجلاً مثلك؟
أنا التي توقّف بها السعيُ عند محطّاتٍ
لا يصلها قطار ولا يمرّ بها مسافر
كيف وصلت إلى غرفتي
ونمت في سريري
وواجه وجهُك وجهي
وغرقت عيناك في عينيّ
وغرقت أنا في حبّك؟
من أين أتيت في ليل العمر
وفتحت الباب من دون أن تقرع
كأنّك كنت تعرف أنّني لم أعد أغلق بابي
لأنّ الناس ما عادوا يعبرون هذه الدرب منذ زمن
كأنّك تعرف أنّني أنتظرك؟
أيّها الرجل الغريب/ الحبيب/ الهادئ/ المطمئنّ/ المصغي/ الواثق/ العارف/ الشاعر/ العالِم
من كتاب أحببتك فصرت الرسولة
- الموت الرحيم ..؟ لا ..شكرا..! جورج الراسي
- قراءة ناقدة لمجموعة قصصية بعنوان “مقهى الموت”للكاتبة البحرينية: فاطمة النهام
- في احتباس الروح وغلبة الطيلسان/ محمد بن لامين
- قراءة في رواية “مملكة بلهمبار” د .عبد الرحمن بن سالم الكواري ..عواطف عبداللطيف
- سلسلة: المهن والصناعات التقليدية في الذاكرة الشعبية ( 11) السنكري كتبها سهيل منيمنة