كتب د. حسن مدن ل صحيفة الخليج

في عالم الاتصالات الافتراضية، بتطبيقاته المختلفة: «واتس أب»، «تويتر»، «فيسبوك»، وغيرها، ما أكثر أعداد من يلجأون للاحتماء بأسماء وهمية، مستعارة، وقد يعمد بعضهم إلى تقمص أسماء مشاهير في المجالات المختلفة، لينشروا تحتها منشوراتهم. وغالباً ما يلتمس من يلجأون إلى أسماء مستعارة حماية أنفسهم من تبعات ما ينشرون، كأن يكون محتوى تلك المنشورات يقارب محظورات معينة، أو يكون تشهيراً أو استهدافاً لأفراد أو جهات بعينها قد تقوم بمساءلتهم قضائياً أو قانونياً
لكن ظاهرة الأسماء المستعارة ليست ابنة وسائل التواصل الاجتماعي، ولا ابنة اليوم؛ فلها تاريخ ممتد يغوص عميقاً في التاريخ، وهو موضوع يغري بالبحث فيه، بتتبع هذه الظاهرة، وأشهر رموزها من كتّاب وفنانين وحتى ساسة، والتعرف الى خلفيات ذلك، وما الأسباب التي حملت أصحاب تلك الأسماء إلى استعارة أسماء غير أسمائهم الحقيقية
في تاريخنا الثقافي والفني العربي الحديث ثمة حالات لمشاهير عرفوا بأسمائهم المستعارة وليست الحقيقية، إما بتحوير هذه الأخيرة بعض الشيء، أو باختبار أسماء أخرى مختلفة تماماً، وممن لجأوا إلى التحوير، فاطمة اليوسف، مؤسسة مجلة «روز اليوسف» المصرية الشهيرة، وهو نفسه الاسم الذي عرفت به المرأة، ذات الأصل اللبناني، ولها جذور تركية أيضاً، وبعد هجرتها إلى مصر، بدأت حياتها ممثلة في المسرح، قبل أن تتفرغ للصحافة، ولم يعد أحد يتذكر اسمها الأول الأصلي: فاطمة، بعد أن أصبحت «روز»
من مشاهير الأسماء المستعارة أيضاً الشاعر السوري الشهير علي أحمد سعيد اسبر، الذي اختار لنفسه اسم «أدونيس»، فلم يعد يُعرف إلا به، ويحضرنا أيضاً اسم المفكر اللبناني حسن حمدان، الذي قتل غيلة من قبل ميليشيات مذهبية في ثمانينات القرن الماضي، حيث اختار اسم «مهدي عامل» لينشر تحته مؤلفاته ودراساته، في إشارة إلى تحدره من منطقة جبل عامل في الجنوب اللبناني او ربما تعبيراً عن انحيازاته اليسارية
ومؤخراً قالت الفنانة المصرية سميحة أيوب، إنها استخدمت أكثر من اسم مستعار في بداية حياتها الفنية، بسبب رفض عائلتها لدخولها الوسط الفني، حيث حذروها من أنهم سوف يقومون بالتبرؤ منها في حال دخولها عالم الفن، لكنها أصرت على ذلك، والتحقت بمعهد الفنون، مسمية نفسها «سميحة سامي»، قبل أن تعيد النظر في هذا الاسم الذي لم يعد يعجبها، وغيّرته إلى «ناهد فريد»، ثم قررت الرجوع لاسمها الحقيقي: «سميحة أيوب»



- “الدهشة” في الكتابة/ سليمان جمعة
- قلبان شعر: شهاب غانم
- الحاضر، وعتبة الأمس، قراءة في دلالات العنوان لرواية (الوقوف على عتبات الأمس) للأديب المصري أحمد طايل
- حين لا يشبهنا الحاضر… نسافر إلى الأمس !!! انطونيو الهاشم
- غرفة 19 تقدم: دكتور علي دباغ / العراق (التاريخ المعماري لمدينة بغداد)
- هذا “الاصطناعي”:ذكاء أَم ببغاء؟