د. لقمان شطناوي
كيف أصبحتَ شخصًا جديدا
وكيف بدّلت ذاك الإهابَ
وذاك البريق الذي ظلَّ يومض في مقلتيكَ طويلا
وكيف فتحت النّوافذ للرِّيح
تسكب فيك الهباءَ
أما كنت تدري بأن رياح السَّموم
تجوس تخوم الفضاءِ
لتبحث في كل نافذة عن موطئ للغثاءْ
فكيف تبدّلت وأشرعت للريح قلبك
نهبًا للفح السَّموم وكفًّا لأخذ العطايا
كيف أصبحتَ
عينًا تراقب حلمًا بريئًا
تجوسُ المسامَ لتغتاله
كيف بدّلت ذاتك في داخلي
وقد كنت قوسًا تحوز الجهات
تحاول مُلكًا
ولا تنثني رغم هوج الرياح وهول الغبار
تحاول ملكًا
تحاول أن تسترد بقايا الحياةِ
بسقط اللوى
وأن تسرق النّار
كيما تضيء رحيق الحياةِ ببرق وماء
ترد بها ظلمة البرد والجوع
تحيي الموات
فكيف إذن، صرت شخصًا جديدا
كيف بدّلت ثوبك
أمعنت في لذّة الزّهو ردحًا طويلا
ستبقى سنينًا تراود عن نفسك التيه
تبحثُ.. وسطَ الغيابات عنك
وعن نصف قلبكَ
عن لذّة الوجد فيكَ
تحاول ملكًا ولا تستبين الطريق
وتخفي ظنونك إن كان قلبك حيًّا
أو إن كان ميتًا
أو إن كان لمّا يكن في الوجود