هلا ياسين
إن مفهوم التحدّي والعزيمة والإصرار من أهم القيم المطلوب منا أن نتمسك بها ونلتزم بها، لأن الإنسان الذي يفتقد القدرة على التحدّي والعزيمة هو شخص لا يمتلك لا هدف ولا طموح
التحدّي هو الصراع مع النفس يقول علي (ع)في نهج البلاغة: “إذا هبت أمرا فقع فيه، فإن شدة توقّيه أعظم مما تخاف منه”. فكن شجاعا لا تهابك الصعاب، وقويا يصعب كسرك
يقول تشي جيفارا: “يقولون الظروف أقوى، وأنا أقول الإصرار والتصميم أقوى “
إن أعظم شيء يتفوق به الإنسان على كل ما في الوجود هو موهبة التحدّي، والمثل يقول:”إن الضربات التي لا تقصم ظهرك تقويك “. فهنا لا أسأل الله أن يخفف حملك، بل أن يقوي ظهرك
إننا نعيش في عالم مليء بالمجاعات…والظلم…والجور…والحرمان…والمعاناة…والألم…عالم فيه كل أنواع البؤس… والأسى…ولكننا…لا نستطيع أن نموت…رغم التعب…والوهن… فكل شيء يمكن أن يولد من جديد…نعم، نستطيع اختراق السحاب ما دام بنا قلب يبصر…وعقل يعمل…نستطيع التسلق لنصل إلى القمة
للتحدّي استراتيجيات تبدأ بالثقة بالنفس، نحن قادرون على المواجهة، واثقون من قدراتنا ومن ذاتنا، بالتأقلم مع الواقع نذلل العقبات الصعبة وكل المخاوف لتبدو المشاكل مألوفة،وإن لم نستطع التغلب عليها،لا ضير في طلب المساعدة،فالحياة لا تسير دون مساعدة الآخرين.فمهما طالت ومهما كثرت المشاكل لا بد من نهاية لها،فهي أمر عابر في حياتك…- لا تيأس- عليك أن تدرك هذه الحقيقة،وعليك أخذ العبرة والدرس من كل مشكلة لتصل إلى النجاح
يقول أدونيس في قصيدته إلى سيزيف
“أقسمت أن أكتب فوق الماء
أقسمت أن أحمل مع سيزيف
صخرته الصماء
أقسمت أن أظل مع سيزيف
أخضع للحمى وللشرار
أبحث في المحاجر الضريرة
عن ريشة أخيرة
تكتب للعشب وللخريف
قصيدة الغبار
أقسمت أن أعيش مع سيزيف”
كم نحتاج سيزيف اليوم، هنا سيزيف رديفة لمعنى الإستمرار والإصرار والتحدي والعمل والتفاؤل…والصخرة تعني الإستمرارية التفاؤلية
إن صخرتنا اليوم أثقل من الجبل!!! هذا هو قدرنا، عسانا فقط أن نجري تطويرا نوعيا مع سيزيف!!! فنخفف الألم الواقع في يومياتنا، ونرفع اليوم وغدا صخرة سيزيف إلى قمة الوطن، وننظر إلى ذواتنا كما أراد أدونيس، فلا بد من العمل مع الذات ومن ثم العمل مع الحياة بإصرار وتحدي لبلوغ أهدافنا
قبلت التحدي…ومعي الله