أمامَ هذا التيهِ الصّامتِ
اتأمّلُ صورَكَ
أرى حزنًا عميقًا في عينيكَ
تشاجرتَ معي
وتناثرَ داخلي
أردتُ أن أغلقَ عليك،
في نسيانٍ مستحيلٍ
أتغرّبُ في أعماقِ الدهشةِ
ثمّة هذيانٌ يطويني
وظلالُ المدنِ الفارغةِ تسكنني
لعنةً في أسطورةٍ بكماءَ
من العصورِ المعدنيةِ
ألملمُ الشظايا بجسدي
وخلفي تختبئُ طفلةٌ
تنكّرتْ لها الحياةُ
وكلُّ خطيئتها أنّها
لم تمتْ يومَ ولادتِها
وتهمتها
خبأتها في جسدِها الباردِ
شيءٌ من دفءِ الشمسِ
اختلستْ ضحكةً من قوسِ قزح
تقطفُ الغيمَ، تحشو وسادتَها
تتدفّقُ الينابيعُ من مقلتيها
هدهدةُ الريحِ أمنياتها
تحولتِ الغابةُ
إلى تابوتٍ يشتعلُ
وأشجارٌ ترقصُ عارياتٍ
وعصافيرُ مشلولةٌ
تقتسمُ الأرضَ
لمن يشكو الجنوبُ
والشمالُ أعدمهُ بنوهُ
شوقٌ يبلّل ثيابي
أقراطُ الحزنِ في أذني
حبلى بالحنينِ طرقاتُ الليلِ
شرّعَ الحزنُ نوافذهُ
يزحفُ إليّ من شقوقِ الصباحِ
وفي المساءِ،
يجلدُني سوطُ بؤسِهم
ويصفعني
أتمرّدُ، فيصادرُ صوتي
أرضي رمالٌ متحركةٌ
وحفنةُ رمادٍ في يدي
يتكدّس بخورُ الأرزِ في أنفاسي
تبعثُ الحياة في أجنحتي
أحلّقُ في طفولتي الأولى
وأطلقُ حرّةً في قميصِكَ الأخضرِ