الشاعر العراقي كريم عودة الشهير بكريم العراقي
رحمة الله عليه
فقدت الساحة الادبية و الثقافية العربية أحد أبرز الكتاب، كتب للوطن و للجمال و صنع بأحرفه الجمال فكان مبدع زمانه و ترك الأثر الجميل لسيما بالأغنية العربية وهو القائل :
لا تَشْكُ للناس جُرْحًا أَنْتَ صَاحِبُهُ
لا يُؤْلِمُ الجَرْحُ إلا مَن بِهِ ألَمُ
شَكْوَاكَ لِلنَّاسِ يا ابنَ النَّاس منْقصَةٌ
ومَن مِنَ النَّاسِ صَاحِ مَا بِهِ سَقَمُ
فَإِنْ شَكَوْتَ لِمَنْ طَابَ الزَّمَانُ لَهُ
عَيْنَاكَ تَغْلِي وَمَنْ تَشْكُو لَهُ صَنَمُ
وَإِذَا شَكَوْتَ لِمَنْ شَكْوَاكَ تُسْعِدُهُ
أَضَفْتَ جُرْحًا لِجُرْحِكَ اِسْمُهُ النَّدَمُ
أستعرض لكم عبر هذا العدد من مجلتنا غرفة 19 بعض محطات الكاتب كريم عودة الشهير باسم كريم العراقي رحمة الله عليه وأسكنه الله الفردوس الأعلى.
موالده
ولد كريم عودة في 18 فبراير 1955 في منطقة الشاكرية كرادة مريم في بغداد، حاصل على دبلوم علم النفس وموسيقى الأطفال من معهد المعلمين في بغداد.، عمل كريم العراقي معلمًا في مدارس بغداد لعدة سنوات ثم عمل مشرفًا متخصصًا في كتابة الأوبريت المدرسي
مسيرته العلمية والعملية
تحصل على دبلوم علم النفس وموسيقى الأطفال من معهد المعلمين في بغداد
عمل كريم العراقي معلمًا في مدارس بغداد لعدة سنوات ثم عمل مشرفًا متخصصًا في كتابة الأوبريت المدرسي،
بدأ الكتابة والنشر منذ كان طالبًا في المدرسة الابتدائية في مجلات عراقية عديدة منها: مجلة المتفرج، والراصد، والإذاعة والتلفزيون، وابن البلد، ووعي العمال ومجلة الشباب
كانت البداية في كتابة الأغنية عام 1974 في أغنيتين للأطفال (الشميسة) و (يا خالة يالخياطة) قدمها (كريم) وهو طالب في المرحلة المتوسطة، ثم قدم العديد من الأعمال الناجحة وهي (تهانينا يا أيام) لصلاح عبد الغفور و (دار الزمان ودارة) لسيتاهاكوبيان وأغنية (جنة جنة) للفنان رضا الخياط وألحان عباد عبد الكريم و (عمي يبو مركب) لفؤاد سالم و (وي هلة) لأنوار عبد الوهاب و (عرفت روحي أنا) لرياض احمد و (يا أمي) لسعدون جابر و (هلة بيك) أغنية رياضية وقدم كلمات لأربع اغان لسعدون جابر من ألحان الفنان بليغ حمدي عام 1981 وثلاث أغان لحسين نعمة (تحياتي ـ شكد صار أعرفك ـ هنا يمن كتلي اعتمد) وأغنية (خيرتك حبيبي) لصلاح عبد الغفور وكذلك أغنية (الشمس شمسي والعراق عراقي) ألحان وأداء جعفر الخفاف واستمرت رحلة (كريم العراقي) من عام 1987 حتى وفاته مع صديقه ورفيق دربه الفنان كاظم الساهر حيث بدأت هذه العلاقة في الجيش ومن أشهر ماغنى له كاظم (ناس وناس) و (معلم على الصدمات قلبي) و (افرح ولا تحرموني منه) حيث كتب للساهر أكثر من 70 أغنية. وكانت الانطلاقة الحقيقية (للعراقي) مع الساهر في مصر، ومن خلال وجوده في القاهرة ثم التعامل مع الفنانين العرب (ديانا حداد ـ فضل شاكر ـ سميرة سعيد -محمد منير – هاني شاكر ـ اصالة نصري ـ صابر الرباعي ـ وآخرين) وكذلك لمطربين عراقيين مغتربين منهم (رضا الخياط – ماجد المهندس ـ عادل مختار ـ رضا العبد الله) وغيرهم. وفي عام 2005 كان (لكريم) كاسيت بصوته لأول مرة لشركة روتانا بعنوان (دللول) وهذه هي أبرز قصيدة في المجموعة يؤديها الشاعر المبدع (كريم العراقي) توضح حبه للعراق مع عزف منفرد على العود
حصل كريم العراقي على جائزة الأمير عبد الله الفيصل العالمية عام 2019 م
كما حصل على جائزة منظمة اليونسيف لأفضل أغنية إنسانية عن قصيدة “تذكّر” التي لحنها وغناها الفنان كاظم الساهر،
قصيدة: تذكر
للشاعر الراحل كريم العراقي
تذكر كلما صليت ليلاً
ًملايين تلوك الصخر خبزا
على جسر الجراح مشت وتمشي
وتلبس جلدها وتموت عزا
تذكر قبل أن تغفوا على أي وسادة
أينام الليل من ذبحوا بلاده
أنا إن مت عزيزا إنما موتي ولادة
قلبي على جرح الملائكة النوارس
إني أراهم عائدين من المدارس
باست جبينهم المآذن والكنائس
كتبوا لكم هذا النداء:
وطني جريحٌ خلف قضبان الحصار
في كل يوم يسقط العشرات من أطفالنا
إلى متى.. إلى متى هذا الدمار؟!!
جفت ضمائركم.. جفت ضمائركم
ما هزكم هذا النداء
رقت له حتى ملائكة السماء
جفت ضمائركم.. وما جفت دموع الابرياء…
هجرته
وأنا الجميل السومري البابلي
ملأت فضاءات الوجود قصائدي
وتحالفت كـل العصور لمقتل
وتذمرت وإستأسدت وتفرعنت
اسمع صهيل الحزن بين مفاصلي
هربت طيوري حين ضاع أمانها
لكـنما هـمس العراق بمسمعي
الشمس شمسي والعراق عراقي
هاجر الكاتب كريم العراق إلى تونس بموجب دعوة عمل بمدينة سوسة التونسية مطلع التسعينات ومغادرته هذه كانت بالتزامن مع مغادرة عراقيين كثيرين من الوسط الأدبي والفني بسبب الحرب العراقية الإيران ومن ثم انتقل في التسعينات بعد عدة سنوات غادر تونس متنقلًا بين عد دول عربية إلى أن استقر أخيرًا في الإمارات العربية المتحدة عمل محررًا فنيًا لعدة سنوات في مجلة فنون العراقية، كما عمل محررًا صحفيا أيضًا في عدة مجلات عربية في مصر والسعودية والإمارات، وعمل محررًا صحفيًا في مجلة سيدتي إضافة إلى أنه عضو جمعية المؤلفين وناشري الموسيقى العالمية
مؤلفاته
من أهم ما ترك لنا الكاتب كريم عودة
ديوان «للمطر وأم الضفيرة» من الشعر الشعبي العراقي صدر عام 1974 في بغداد
« ذات مرة » حكايات شعبية
« سالم يا عراق » قصائد شعرية للأطفال
« الخنجر الذهبي» رواية للأطفال
« الشارع المهاجر » رواية للأطفال
« كسل وبغلته الرمادية » رواية للأطفال
إعداد وتقديم البرنامج التلفزيوني «في ضيافة الأغنية
مسرحية ياحوته يامنحوته
مسرحية عيد وعرس
مسرحية دنيا عجيبة
مسرحية يقظة الحراس
كتب مجموعة قصص وسيناريو وحوار للأفلام السينمائية التالية
“عريس ولكن، “افترض نفسك سعيدًا”، و”مخطوبة بنجاح ساحق” وفيلم الأطفال الخياط المرح
سلسلة تلفزيونية «مناجاة للواحد الأحد» عرضها راديو وتلفزيون العرب
كتاب «أغاني وحكاياتها» الجزء الأول
« حكايات بغدادية » مجموعة قصص قصيرة
ألبوم «ها.. حبيبي» الصوتي الذي يضم 17 قصيدة
ألبوم يا شاغل
البوم «دللول» والذي انتجته روتانا
كتاب «هنا بغداد» صدر في دبي يونيو 2009
وفاته
رحل عنا الكاتب كريم عن عمر ناهز ال68 عام بعد أربعة سنوات معناة مع مرض السرطان في صبيحة يوم الجمعة 01سبتمبر2023 باحد مستشفيات أبوظبي بالامرات العربية المتحدة و كان آخر ما قاله الفقيد
هذا انا سرقت شبابي غربتي
وتنكرت لي اعين وبيوت
علم انا والريح باست هامتي
من باركته الريح كيف يموت
ياصاحبي لو في الخلاص مذلة
دعني عزيزا في العرين امووت
ورحل سفير الشعر الحزين
رحِم الله فقيد الثقافة العراقية والعربية الرائع المرحوم كريم العراقي. رحل كريم العراقي رمز الجمال والعزة وهو عالق في ضمير الأغاني والزمن الجميل، رحل كريم العراقي وبكت بعده الأغنية وأبكى كل العرب.
نسأل الله أن يتغمد الكاتب كريم العراقي برحمته ويسكنه فسيح جناته،
كريم ستبقى في قلوبنا.