جميل داري
القادمونَ إليَّ لم يصلُوا
فلِمَنْ ستُهدى هذهِ القبَلُ
…
لا..لا سبيلَ إلى لقائهِمُ
اتَّسعَ اللقاءُ وضاقَتِ السُّبُلُ
…
في النَّجمِ بعضٌ من مدامعهمْ
وكأنَّ هذا النجمَ يغتسلُ
…
ما زلتُ متَّكئاً على حلُمي
حتى كأنَّ الحلمَ معتقلُ
…
البابُ.. بابُ البيتِ مبتئسٌ
فمتى سيطرُقُ بابيَ الأملُ
…
لا يستحي هذا الحنينُ فها
هو يملأُ الآفاقَ.. ينسطلُ
…
ما هذهِ الدنيا سوى لغةٍ
يحكي بها الشيطانُ يرتجلُ
…
وأنا بلا لغةٍ أشدُّ بها
أزري وقد ضاقتْ بي الحيلُ
…
لا تنتمي لغتي إلى لغتي
وقصيدتي في وزنِها خللُ
…
أمشي.. أمامي ألفُ هاويةٍ
أوليسَ في هذي الدَّنا جبلُ
…
أمشي وأوراقي مبعثرةٌ
ولكم ظننتُ بأنَّني خضلُ
…
كم قد مللتُ من الحياةِ أنا
حتَّى تعفَّنَ في دمي المللُ
…
قد كانَ لي من ضلعي امرأةٌ
مني ومنها يضحكُ الطللُ
…
لا شعرَ بعدَ اليومِ يؤنسُني
ديوانُ شعري ما بهِ غزلُ
…
قد متُّ من جوعي ومن عطشي
صبراً على الموتينِ يا رجلُ
…
وقتي حصانٌ ميِّتٌ وأنا
موتانِ لي: باقٍ ومرتحلُ
…
لا تنقذيني من همومِ غدي
فغدي مع الأحجارِ يقتتلُ
…
وصلَ الجنونُ إلى دمي
والقادمونَ إليَّ لم يصلوا
…
الشيءُ فيهِ نقيضُهُ أبداً
حتى كأنَّ الثلجَ يشتعلُ
…
وإذا إذا المجنونُ أعقلُنا
وإذا الجبانُ كميُّنا البطلُ
تعليقات 1