القصيدة بِكرٌ،
أنا والد الليلِ، هذا اليتيمِ، أهدهِدُهُ،
لم تنم بعدُ ازهارُهُ!!
وعلى شُرُفات الصهيلِ
توقِّعُ بالحبِّ أطيارُهُ.
يخلعُ الكونُ جلبابَهُ خُلسةً، تثَّاءبُ بالهمسِ أنوارُهُ.
***
القصيدة بِكرٌ،
أغازلُ أحرُفَها الفارهاتِ، فتُغمِضُ أعيُنَها في غنَجْ!!
يكتسي وجهُهُا نُضرةَ الحُبِّ، تعلو مفاتِنَها
شعلةٌ من وهَجْ
طبعُ أنثى،
وشِنشِنةٌ لستُ أجهلُها في الحِسانِ،
تجيءُ وفي كُمِّها ثُلَّةٌ من مُهَجْ!!
***
القصيدةُ بِكرٌ،
وبي ما بِها مِنْ هوًى عارمٍ
لا يُحدْ!!
طاوعتني،
وسالت كقطعةِ زُبْدٍ،
فبادلتُها الحُبَّ وجدًا بوجدْ!!
فتحت صوتَها:
ضفتينِ من الحُلمِ،
قِنِّينتينِ بما أشتهي من نبيذٍ ووعدْ!!
***
القصيدةُ لمَّا تزلْ نصفَ بِكرٍ،
ولما أزل أكرُف الحرفَ في نشوةٍ،
وأفضُّ العبارةْ!!
جملة جملة أتحسَّسُها،
أجتلي عالمًا مُبْهِجًا،
أستظلُ بعرش الإشارةْ!!
القصيدة أنثى،
ويا رُبَّ أنثى حضارةْ!!
***
أسلمتني القصيدةُ في غنَجٍ نفسَها،
شهقت في لسانيْ!!
كنتُ أرشُفَها كِلْمةً كِلمةً،
تتكشفُ ساق الأمانيْ!!
كنتُ آخذُ أبعادها،
وأخيط على جسمِها ما أعانيْ!!
***
القصيدة عِطرٌ،
أنا حارث الليلِ أذرعُه وردةً وردةً كالدِّهانِ!!
لي من الحرفِ أنشودةٌ
ومن اللفظِ أنشودتانِ!!
آثرتني القصيدة بالحُبِّ حُبًّا
فآثرتُها بنيذ المعانيْ!!