محمود درويش
والقهوة، لمن أدمنها مثلى هى مفتاحُ النهار، والقهوة، لمن يعرفها مثلي؛ هى أن تصنعها بيديّك، لا أن تأتيك على طبق، لأن حامل الطبق هو حامل الكلام، والقهوة الأولى يفسدها الكلام الأول لأنها عذراء الصباح الصامت. الفجرُ، أعنى فجري، نقيضُ الكلام. ورائحة القهوة تتشرّب الأصوات، ولو كانت تحيةً مثل “صباح الخير” وتفسد.. لأن القهوة فنجان القهوة الأول هى مرآة اليد واليد التى تصنع القهوة تشيع نوعية النفس التى تحركها وهكذا فالقهوة هى القراءة العلنية لكتاب النفس المفتوح والساحرة الكاشفة لما يحمله النهار من أسرار.