تعوّدت منذ طفولتي الاستيقاظ قبل طلوع صوت أمي، وقبل أن تفقأ خطوات المارة صمت الطريق، حتى في أيّام العطل، وأفرح كثيرًا بصديقاتي اللواتي يشاركنني هدوء أفكاري وصفاءها حتى ولو كانت المشاركة عن بُعد عبر حديث واتسابي تفوح منه رائحةُ الهيل
من الصديقات اللواتي يشبهنني في طقوسي الصباحية هي الدكتورة داليا مزهر المتخصصة في علم الاجتماع والتي تتحوّل الدردشة معها إلى برنامج حواري صباحي يمتد إلى ساعات
وخلال حديثنا الذي سار بنا نحو علاقات الحب قالت لي داليا: “هل تعلمين أنّ هناك نظريات تثبت احتماليّة وجود مشاعر كره قويّة بين العاشقين ؟ هكذا أثبت المحلل النفسي جاك لاكان في تحليلاته عن العلاقات”
لفتني هذا التحليل جدًّا فلطالما بحثت عن مبرّر علمي ونفسي لما يحصل بين بعض المحبين الذين يشتكون من مشاعر متضاربة، إلّا أنني لم أجد تفسيرًا لذلك من قبل، على الرّغم من أنني قرأت عن عُقَد كثيرة منها” عقدة الأخوة” والكره والأحاسيس المتناقضة التي تفرّق بينهم، وما أضافه المحلل النفسي المعاصر رونيه كاييس لأطروحات فرويد، ولاكان، وكلاين، وعن عقدة” “أوديب” وإحساس الطفل بالكره والغيرة تجاه والده، وعن الكراهية والغيرة بين النساء، إلّا أنني لم اسمع يومًا بعقدة توقد الكره بين العاشقين”
فهل يمكن أن تجتمع المشاعر المتناقضة وأن يترافق الحب مع الكراهية؟ هل يعتبر عدم التوازن هذا مرضًا نفسيًّا؟ ما هي أسبابه ومظاهره وعلاجه؟
إلى أصدقائي المحللين النفسيين أفيدونا بآرائكم