د. حسن مدن لصحيفة الخليج
ما الذي يفعله الواحد منا حين يصاب بالأرق، ويجاهد من أجل أن تغفو عيناه لكن دون جدوى؟. نحسب أن الكثيرين سيمدّون أيديهم، ثانية، نحو أجهزة الموبايل التي كانت في أيديهم حين استلقوا للنوم، وسيعاودون تصفح التطبيقات المختلفة، كنوع من تجزئة الوقت، حتى يفرض النوم نفسه عليهم، أو هكذا يعتقدون
وليس جديداً القول إن الضوء المنبعث من شاشة الموبايل هو بحد ذاته طارد للنوم، فضلاً عن أن ما يطالعه المرء من مواد وصور عليه محفز على اليقظة والتنبّه، وهي أمور طاردة للنوم، لا جالبة له، أو مهيئة لمجيئه، خاصة وأن تطبيقات الموبايل نفسها تفرض عليك فرضاً، وإن كان ناعماً وخفيّاً، أن تستغرق في التصفح كما يفعل «إنستغرام»، عبر Reels
ليس «انستغرام» وحده من يفعل ذلك. مثله تفعل تطبيقات أخرى كثيرة، ولكننا أتينا على ذكره لأنه، وفق تقرير حديث نشرته «ديلي ميل»، أدخل تحديثاً على التطبيق، بموجبه سيتلقى المتصفحون تنبيهاً إذا اكتشف أنهم يقومون بالتمرير في الليل خاصة، ومع أن «ميتا» التي تملك وتدير كُلّاً من «إنستغرام» و«فيسبوك»، قالت إن الغاية هي حث المراهقين على إدارة وقتهم على التطبيقات، وتنمية الشعور لديهم «بالتحكم في تجاربهم عبر الإنترنت ومساعدة الآباء على الشعور بأنهم مجهزون لدعم أبنائهم المراهقين»، لكن حاجة الكبار لمثل هذه التنبيهات لا تقل أهمية، خاصة وأن جاذبية تطبيقات الموبايل المختلفة خلقت ما يشبه الإدمان عليها، يتطلب تدريباً طويلاً وصعباً للشفاء منه
في التفاصيل قالت «ميتا» إن المراهقين سيرون إشعاراً عندما يقضون 20 دقيقة على «فيسبوك»، يطالبهم بأخذ بعض الوقت بعيداً عنه وتعيين حدود زمنية يومية، والأمر ينطبق على المشتركين في إنستغرام، حيث سيجري تنبيههم إذا اكتشف التطبيق أنهم يقومون بالتمرير عبر Reels في الليل، ودعوتهم إلى إغلاق التطبيق إذا كانوا يقومون بالتصفّح، وتأتي هذه التحديثات بعد وقت قصير من إطلاق الوضع الهادئ على «إنستغرام» لكتم الإخطارات وإرسال ردود تلقائية إلى الرسائل المباشرة، لتشجيع المستخدمين على وضع حدود مع أصدقائهم ومتابعيهم، لكن يبدو أنها لم تكن كافية لتحقيق المرتجى
حتى التحديثات الجديدة المشار إليها لن تكون كافية لبلوغ الهدف بالصورة المتوخاة، طالما ظلّ الأمر اختيارياً بيد المستخدم، فحتى لو وصله تنبيه بأنه قضى وقتاً طويلاً على التطبيق والأفضل له التوقف، فبوسعه تجاهله والاستمرار، فلعل القائمين على هذه التطبيقات يأتون بتحديث جديد يحول دون المستخدم ومواصلة التصفّح لمدة تتراوح بين نصف ساعة أو حتى ساعة، كفيلة بأن ينشغل خلالها بأمر آخر أو ينام
غرفة 19
- إنسـان فيتـروفيـوس- للفنان الإيطالي ليــونــاردو دافـنـشـي، 1487
- الحياة والمحبة والتعلم: ثلاثية متكاملة
- صرخةُ قلمٍ باحث عن كلماته الضّائعة
- “ظلالٌ مُضاعفةٌ بالعناقات” لنمر سعدي: تمجيدُ الحبِّ واستعاداتُ المُدن
- الشاعر اللبناني شربل داغر يتوج بجائزة أبو القاسم الشابي عن ديوانه “يغتسل النثر في نهره”
- سأشتري حلمًا بلا ثقوب- قراءة بقلم أ. نهى عاصم