إذا كان للقهوة يومها العالمي، فلماذا لا يكون للشاي يومه العالمي أيضاً؟ ولكم أن تحددوا طبيعة العلاقة بين الشاي والقهوة، أتراهما صديقين، أم أنهما غريمان، وهذا يعتمد على رؤية الواحد منا لهما، فإن كنتم تجمعون بين حبّ شرب الشاي والقهوة، حتى لو كان في أوقات مختلفة، فإنكم ستعدّونهما صديقين، أما إذا كنتم منحازين لأحدهما، مكتفين بشربه، ومترفعين عن شرب الآخر فإنكم ستنظرون إليهما كغريمين.
سيلفتنا أولاً أن اليوم العالمي للقهوة الذي يصادف الأول من أكتوبر/ تشرين الأول اعتمد على قرار اتخذته «منظمة القهوة الدولية» في مارس/ آذار 2014، في إطار الاستعداد ل «إكسبو» ميلان، فيما اليوم العالمي للشاي الذي مرّ قبل أيام، بالضبط في الحادي والعشرين من مايو/ أيار، اختارته الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 2019.
وكما كان للقهوة نصيبها من المدائح في النصوص الشعرية والأدبية، فإن الشاي الذي هو أكثر المشروبات استهلاكاً في العالم بعد الماء، نال حقّه في الاحتفاء الأدبي به. هناك كتاب مهمّ وجميل عن الشاي للكاتب الياباني أوكاكورا كاكازو، الذي قلنا عنه، مرةً، إنه ليس كتاباً في مديح الشاي فحسب، وإنما كتاب في الفلسفة، يتكئ صاحبه على أعمق ما في الفلسفات الشرقية من معانٍ ومغازٍ إنسانية، فيما رأى الكاتب الإنجليزي جورج أوريل أن الشاي هو إحدى الدعائم الأساسية للحضارة في بلده، كما في إيرلندا وأستراليا ونيوزيلندا. وليس غريباً أن يحتفي كاتب إنجليزي بالشاي، فمعروف حبّ الإنجليز للشاي وعنايتهم بطقوس شربه، وظهر حبهم له في روايات الأطفال الكلاسيكية، منها «أليس في بلاد العجائب» للويس كارول عام 1865 و«101 كلب دلماسي» لدودي سميث عام 1956، وكلاهما أنتجتهما «ديزني» على شكل رسوم متحركة.
في بعض أغانينا العربية يحضر الشاي أيضاً. وإذا ضربنا صفحاً عن الأغنية القائلة: “مشربش الشاي أنا أشرب قزوزة”، فإن اغنية عراقية تحثّ على “خدري الشاي خدريه”، وأغنية أخرى تحثّ على زيادة السكر فيه: “يا صبابين الشاي زيدوا حلاته”.
برأي أوريل ينبغي على المرء استخدامُ شايٍ هندي أو سيلاني، مشيراً إلى أن للشاي الصيني ميزاته التي لا يجدر ازدراؤها، وتأكيداً لما ذهب إليه أوريل حول جودة الشاي الهندي والسيلاني والصيني، تنقل «بي.بي. سي» عن موقع الأمم المتحدة، أن الشاي يُنسب إلى نوعٍ من أنواع نبتة الكاميليا الصينية، ويُعتقد أن استهلاكه بدأ «في شمال شرق الهند وشمال ميانمار وجنوب غرب الصين»، ورغم أن الموقع يفيد بأنه لا يُعرف على وجه التحديد الموقع الأول لنمو نبتة الشاي، ولكن هناك أدلة على أن استهلاك الشاي «بدأ في الصين قبل 5 آلاف عام».
ربما صحّ الافتراض بأن النساء يُحضرّن الشاي أفضل من الرجال، لكن الأهم من هذا، المعلومة التي يوردها التقرير حول أن الشاي، مثل العديد من السلع الزراعية، يعتمد على القوى العاملة النسائية، وتشكل النساء غالبية القوى العاملة بين جامعي الشاي على مستوى العالم.