فاطما خضر
يرونَ في جسدي مَرمراً
و أراهم قبور
فاطما خضر
خرجتُ صباحاً
أمشي من غيرِ رأسٍ
أشارت لي جارتي قائلةً
“أَعيريني هذه الخشبة لأسندَ بها بابَ دكاني”
في الماضي القريبِ كانت هذه الخشبة
صليبَ آلامِكَ، ويوماً ما
كانت كتفي
خاصرتي اليُمنى
التي كُنتَ تَسندُ رأسك عليها
تُدخن وتُغني بنشازٍ، فتبتسمُ لكَ
طوالَ ليلِ الأمس كانت تنوحُ باحثةً عنكَ
كي تساعدها على
هذا الأرقِ
الطّويلِ
ف
الليلُ راعٍ مُهمِلٌ
تركَ ذئبَ الحنينِ يلتهمُ
جميعَ خرافِ
جسدي
تمرُّ بي
رغباتُ الرّجالِ
من تحتِ الطّاولةِ ومن فوقِها
من خُرمِ البابِ، من نوافذِ المقاهي
وإشاراتِ المرور، أشتمُهم في سرّي صامتةً
يرونَ في جسدي مَرمراً
و أراهم
قبور
لم يَعدْ الأمر
متعلقاً في كوني أحببتُك
فأنا من بِمشرط الرّحيل الحاد
تحسستُ لسانَ خيبتي وشطّبتُ قبلاتنا
لكنَّ الرّائحةَ تجلدُ ذاكرتِنا
وتغتالُ رغباتِنا
بالكآبةِ و
الفتور