ميلاد حبّوب ٢٠٢٢
بائِعَةُ الوردِ
من عالمِ الوحيِ
هيَ
من الجراحاتِ المنسيةِ
في أقبيَةِ البؤسِ
هيَ
من رشاقةِ الأيامِ
المشلوحَةِ على خدِّ القَمَرِ
هيَ
من الأرضِ العطشَى
إلى ينابيعِ المَحَبةِ
هيَ
من أسرابِ البلابلِ الشاردةِ
على أجنحةِ الريح
هيَ
من هَمسِ الأرواحِ التائهةِ
على طرقاتِ الأبجَديّة
هيَ
من ظَلامةِ التاريخ
من عَتمةِ الحَق
هيَ
من مشاتلِ الإنسانيَّةِ
هيَ
قامَةٌ رَشيقَةٌ مَمشوقَةٌ
يغارهُا الصبحُ وَيشتاقُها النَهار
إنها بائِعَة الورد
طفلةٌ في عمرِ الورودِ
رَشيقةٌ في تَحرُكاتِها
في مَلامِحِ وجهِها وَجعٌ عَتيق
على شفَتَيّها تَرتَسمُ بَسمة طائِشة
ثيابُها من جيلٍ آخر
أنيقةٌ في تَصرفاتِها
قليلةُ الكَلام
تُعبِّرُ بِحواسِها
وفي عَينيها أملٌ ضائع
مواعيدُها في شوارعِ المدينة
في زحمةِ المارةِ
في مُلتَقى العشّاقِ
بائعةُ الورد
تَتَقَدَّمُ نَحوَكَ بِخطى واثِقة
تُخصِصُكَ بوَردةٍ حَمراء
تنزِفُ دَلالاً على يدٍ تَرتَجف
تُقدمُها لكَ بكلِّ لياقة وَكياسة
ترمُقكَ بنظرةِ الرضى
لا يمكنكَ أن تَرفضَ العرضَ
فهيَ قالت كلِمَتُها
تستلمُ وردتكَ بإحترام
تُحاوِلُ أن تَدفعَ بقشيش
ترفض
فهيَ ليسَت متسوِلة
بائعةُ الوردِ
بائعةٌ تبيعُ الفرحَ
تبيعُ الأملَ للعاشقين
تستلمُ وردةً من يدِها
وتُقدمُها
لصديقَتِكَ
لعشيقَتِكَ
لحبيبَتِكَ
هذا جميل والأجملُ
أن بائعةَ الوردِ تَزرعُ البَسمةَ
على الشفاهِ المَقهورة
وتُبلسمُ الجراحَ في القلوبِ المعذَّبة
أما هيَ
فتعيشُ في عالمٍ آخر
على المقلبِ الثاني منَ الحياة
وجَعُها يَمخُرُ عِبابَ الماضي
وحاضِرُها يلامِسُ فَرَحَ الناس