ليلى احمد
بدائية
هل تقرئين؟
تسألني زهرة صغيرة مغمورة بالعشب.
لم تعجبها ابتسامتي.
كيف أخبرها أنني اقرأ الألوان
أغوص في دفء عينيها اللتين امتلأتا بالندى
أشفقت عليها الشمس ظنّاً منها أنّها دموع
تأخذها الريح يمنة ويسرة
تعيد علي السؤال
هل تعرفين القراءة ؟
أتحسس شفتي
يطالعني وجهك
هل أعرف القراءة؟!
ذات مرة قرأت ابتسامة أمي في وجه أبي
مرة أخرى قرأت وجهي في المرآة
عندما كنت أتزين لك
قرأت لون شعري
لمعة عيني
حمرة خدي
معنى الشغف
قرأت معنى النبوغ في رائحة العطر
ينتقل بي المقام إلى أوتاري
وأدهش
أدهش من ألم يلمّ بأصابعي
هل أتعبها العزف؟!
أعتدل في مشيتي
أعدُّ إيقاعات خطواتي
خفقات قلبي
أنصت إلى تهجئة عقلي لحروف مبهمة
ها أنذا أقرأ
هأنذا أعرف القراءة
اقرأ لون الدفء
صوت الريح
نكهة القبل
رداءة الاقنعة
وأقرأ لذة المعرفة
كلما حاولت الكتابة خذلتني الأقلام
– أقارئةأنت…؟
أقف عند حافة البئر
ألقي كل ما قرأت
يعود الصدى حاملاً الكثير من مخطوطاتي
مبللة الطرف
فصيحة الحبر
عتيقة الحرف
ها أنذا أعرف التهجية
ليلى احمد