يستحقّ 2023 أن يُسَمّى “عام الكوارث”، مع مختلف الأعاصير والفيضانات والزّلازل التي ضربت واجتاحت دولاً عدّة. لم يسبق أن سمعنا بهذا الكمّ من الأخبار السيّئة من صنع الطّبيعة في غضون بضعة أشهر فقط، وكأنّ لعنةً حلّت على العالم. وشهد المغرب منذ أيّام أحد أسوأ الزّلازل في تاريخه المُعاصر أدّى إلى سقوط أكثر من 2000 قتيل، ما أعاد إلى الأذهان مشاهد الزّلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في شباط. فهل يتأثّر لبنان ومنطقة الشّرق الأوسط بما حصل في المغرب؟
يؤكّد الباحث في الجيولوجيا في الجامعة الأميركيّة في بيروت طوني نمر أنّ المغرب تُعتبَر منطقة زلزاليّة، فالفوالق الزلزاليّة تتسبّب بانشقاق الجبال في الشّمال أو الجنوب نتيجة تلاقي صفيحة أفريقيا مع صفيحة أوروبا، مشيراً إلى أنّ هذه المنطقة لطالما كانت تشهد زلازل ولو خلال مدّة زمنية متباعدة، لذا فإنّ ما حصل ليس مُستغرباً.
هل يؤثّر زلزال المغرب على لبنان والشّرق الأوسط ما يؤدّي إلى ارتفاع احتمال حصول أي زلزال؟ يلفت نمر، في حديث لموقع mtv، إلى أنّ هذا الأمر لا يؤثّر على لبنان وعلى منطقة شرق المتوسّط، فنقطة زلزال المغرب بعيدة حوالى 4000 كيلومتر، والتّركيبة الجيولوجيّة في المغرب منفصلة تمامًا عن مختلف المناطق الزّلزاليّة في البحر المتوسط لا سيما شرق المتوسّط.
ويضيف: “الصّفيحتان الأوروبيّة والافريقيّة تلتقيان في منطقتين مختلفتين الأولى في جنوب أوروبا والثّانية في الدّاخل الإفريقي حيث ضرب الزّلزال الأخير، لذا من الممكن أن يؤثّر على اوروبا باحتمال ضئيل، إلا أنّ نقطة الزلزال بعيدة نسبياً عن القارّة الأوروبيّة”.
ويُشدّد نمر على أنّه “لا يمكن توقّع موعد حصول أي زلزال على المدى القريب، بل يُمكن تقدير حصوله على المدى البعيد، وبالتالي لا يمكن أن نتوقّع موعد وقوع زلزال في لبنان”.
إذاً، لا داعٍ للهلع، فلبنان بعيد عمّا جرى في المغرب، وبالتّالي، نصيحة أخيرة للّبنانيين: لا تُصدّقوا كلّ ما يُنشَر على مواقع التّواصل الاجتماعيّ، بل استقوا معلوماتكم من خبراء ذوي مصداقيّة، خصوصاً في موضوع الزّلازل، كي لا تنتشر حالة الذّعر بسبب الإشاعات.