يقين حمد جنود
القلبُ والرّوحُ سارا بي كما مطرٍ
للبحرِ يرنو بلا نهرٍ قد انعطفا
للنّورِ إذ غرّدَ الإصباحُ ، في فمِه
حرفٌ شفيفٌ هفا للسرِّ وارتجفا
شمسٌ علَتْ في المدى عشقاً وقافيةً
كلما شدا طائرٌ بالعشقِ واعترفا
نايٌ تئنُّ كأنَّ الريحَ تَضرِبُهُ
بالوجدِ حتى دموعي صوتُها نَزَفا
حرفٌ فراشٌ أثارَتْ روحَهُ شُعَلٌ
للرقصِ حتى انتهى في النورِ وانخطفا
بالبوحِ أسرجَ لي وحيٌ أنارَ دنى
حتى أرانيَ بعضَ الحبِّ وانصرفا
أهذي وقد لَمَّ حرفي سامعٌ وهفا
أَهْذِي وأشكو له ..شكوايَ ما عَرَفا
مزنٌ إذا حملتْ أمواجُهُ لججاً
خمرٌ على وردِهِ صُبَّتْ ولا أَسَفا
يا خافقي أَبْقِنِي فيهِ وكُنْ أملاً
قلبي سماءٌ بغيرِ اللهِ ما انتصفا
شفَّ الجمالُ بنورِ الروحِ مرتعشاً
لمعٌ يضاءُ بهِ حُسْنٌ كأنْ شغفا
آتي إليهِ بلا خوفٍ ولا خورٍ
كعزفِ نايٍ يبثُّ الحبَّ واللهفا
خيالُ كأسٍ نهلتُ الليلَ خمرتَها
طافَ الخيالُ بدنيا الشعرِ واعترفا
ضاقتْ حروفي وضاقَ القولُ في جُملٍ
جَفَّ الكلامُ وجَفَّ الوصْفُ وانكسفا