……….………………………
كان عليّ أن أتسلّح بعزيمة أكبر
عزيمة تجعلني قادرة أن أتخلّى عمّا يُرهق فكري
فكري الذي بدأ يُصاب بالتحجر
وأنا أروّضُ هذا الفراغَ
و ألملمُ أوراقي
المبعثرةَ هنا وهناك
سألتقطُ نثاراتِ الضوءِ من فمِّ الأفق
وأرعى فراشاتٍ هدّها الشتاء
فلم تقْوَ على تصميم أشكالٍ خاصة
بالربيع القادم .
أنا قريةُ يغشاها الظلّ
يتفسخ الظلام على صوتي
يمدُّ ساقيْه على صمتي المتنامي
تسعلُ أبوابُ الطريق الممتدةُ
في المدى
تسعلُ الجدرانُ التي تُسند ظهري
وكلّما تداعى حجرٌ منها
فتَحتْ فَمها تُروّضُ الحاضرَ
على النّظرِ إلى الماضي
بعينٍ ودودةٍ..
لن أفسحَ المجال لك
كيْ تتمدّدين في اتجاهٍ معاكسٍ
ولن أُعِيرَ بعضَ الفرح لسيلفيا بلاث
هي لم تنجحْ في رأبِ صدعِ قلبِها
الصغير
واختارتْ أن تجتازٓ عتبة الممكن
إلى المطلق
من فجوةٍ ضيقةٍ
لم تُكَفّر عن سيّئاتِها
ولم تستطعْ أن تخضعَ للروتين المتواتر
وعندما سكبتْ الصباح في مِشكاتها
ذبلتْ كلّ الورود على شفتيْها
لم تصَلِّ من أجلِ عودة الشمس..
ولم تتزينْ وهي تستقبل نهايتها
ولم تخبئ العطشَ
في كُم قصيدتِها الأخيرة
ولا على وُجوه العشاق
ولا في آثار المارة.
لم تخبئها على الأرصفة
ولا على المقاعد في محطات القطار
وبين دَفتي دفاتري
حيث يستحيلُ الحبرُ
أوديةً عظيمةً
على ورقةٍ صغيرة..
29/08/2024