في غرفة الإنعاش،
كلّ شيءٍ يتنفّس بصوتٍ ليس له،
الآلات تهمس كأنّها تصوغُ تراتيل من حديد،
والأكسجين ينزلُ من سقفٍ غريب
كأنه وحيٌ موقّت.
هناك، حيث الحدُّ دقيقٌ كالسكين
بين الوجود والغياب،
كنتُ أُحاور مجهولاً لا ملامح له ، يجلس عند طرف السرير،
قال لي ،
هل الحياة سوى إستعارة متعبة؟
وهل الموت سوى إستراحة من المعنى؟
أجبته، وأنا أستمع لقلبي في شاشةٍ زرقاء ،
الحياة قصيدةٌ لم تُكتمل،
والموت فاصلةٌ
تظنّ أنّها النقطة الأخيرة.
تسقط أنفاسي مثل أوراقٍ مبتلّة،
لكنّها تعود لتنهض،
كجنديّ يرفض توقيع الاستسلام.
أحسّ أنّ جسدي ليس لي،
إنّه مخطوطٌ مفتوحٌ
تكتبه يدٌ مجهولة .
في العتمة التي تحاول إغواء الضوء ،
يتدلّى السؤال ،
هل أعودُ لأكتبَ نفسي مرّةً أخرى،
أم أترك السطر فارغاً
وأمضي مع المجهول
إلى حيث لا تحتاج القصائد
إلى رئةٍ أو صوت؟