د. مي سمعان
مفكّرةٌ تذَكِّرُ انّني لمْ
ازلْ حيًّا ومُعتَبَرا قليلا
فللعُمَّال يومٌ للتهاني
وللافراحِ عرسٌ لنْ يزولا
ويُطربُني كلام من كبير
يشاطرُني عَذاباتي كليلا
فذاك الفجرُ ُيشرِق من عَنائِي
وتلكَ الشَّمسُ ترمُقني زَميلا
وانَّ كرامتِي جُلُّ اهتمامٍ
وأنَّ العدلَ لا يَرضى بديلا
وانّ الامرَ مَحسومٌ لأجلي
ولا يحتاجُ انْ يُعطي دَليلا
وتدْمعُ أعينٌ كُرمى وفاءٍ
وتندى وَجْنةٌ تشفي الغليلا
يُعايدُني بوجهٍ مُسْتَعارٍ
واقنعةٌ تخَبّيءُ مُستحيلا
وأومِنُ انَّ عيديَ مِنْ هَباء
كثَرثرةِ الفضاءِ مع الهيولى
أ”فطرٌ” شادَ في الإعلام صرحا
وما “فطر ” يُوافيني نَزيلا
وجوعٌ يُوهِنُ الأطفال َ سُقما
يخلِّفُ دُونَهُ جِسمًا هزيلا
وفِصْحٌ ألقى ياطِرَهُ بعيدا
وشُطآني تمَنّي أن ْ يَميلا
وعيناي التَّسامِي والسَّواقي
وقلبيَ واحةٌ ليسَت طُلولا
وانّيَ لاهِفٌ وأجُدُّ سَعيا
لأخشى بِأن ْ اظلَّ هوىً ضليلا
نداءاتُ البقاءِ تنيخُ روحا
يكَبّلها التّرابُ وما اُهيلا
اذا أمِنَ الفقيرُ نِداءَ جُوع
لعلَّ لربِّه كان َ الخليلا
وإنْ جاعَت بُطونٌ في دِيار
ليَعلموا أنَّ بينَهُمُ أكولا
وَابحثُ في جيوبي عن قروشٍ
ولا أحظى فقَد وَجَدت سَبيلا
واسْمالٌ تخبِّرُ عنْ ثَراء
يضَرّجُني ويردِيني قتيلا
وثِقْبٌ تِلْوَ ثقْبٍ في كِسَائِي
ونَعلٌ يرتجيْنِي انْ اَقيلا
انا في عُرفٍ اترابي شَحيحٌ
وابدو عندَ اطفالي بَخيلا
وهلْ فقرٌ يكرّسُني شَهيدا ؟
وهل مِن فاقة ٍ أنْجتْ عليلا؟
وما رُفعَتْ صروحٌ دونَ جُهدي
وما دَوح ٌ بٍلا تَعَبي ظليلا
تهافَتَ مُبدِعٌ اغواهُ شَكلي
ليرسُمَني وَيرجوني القُبولا
فملتُ مطاوِعا وأبَحتُ رَسمي
فما سبَبٌ يَجَنِّبُني المُثُولا
لعلّيَ مُذنِبٌ وافاهُ عَفو
على ذنبٍ يلازمُه طويلا
ولستُ بخائِف من لوم صَحبٍ
ولا اخشى ضنِينًا او عَزولا
سأصبِحُ لوحةً واصيبُ اسما
ساسُمَحُ علّني احيا جليلا
ففنُّ القُبْحِ مُعتبَرٌ وَسَام
وفنّ الرّسم يجعلني جَميلا
متَى يا ربُّ نُعْتقُ من جَحود
متى يا امّةً تعلي النّبيلا
َمتَى نورٌ ويَنبَلجُ اجتراحا
متَى امَلٌ يسَربِلنا جَزيلا
غرفة 19
- شرياني المُعَتَّق…!!سهيل درويش
- انقطاع التواصل بين الأجيال/ وتحولات الشعرية العربية في الألفية الجديدة”
- إنسـان فيتـروفيـوس- للفنان الإيطالي ليــونــاردو دافـنـشـي، 1487
- الحياة والمحبة والتعلم: ثلاثية متكاملة
- صرخةُ قلمٍ باحث عن كلماته الضّائعة
- “ظلالٌ مُضاعفةٌ بالعناقات” لنمر سعدي: تمجيدُ الحبِّ واستعاداتُ المُدن