الكاتبة السورية رنا سفكوني
دائماً ما أقول: “يجب على الرجال الكف عن فعل التشبيه، وتحوير هذه الهواية إلى فن الطهي”. فهم حقاً الأبرع في طهي الأطباق والأكثر حمقاً في رسمها”
في بداية صباي كانوا يقولون _وأقصد بعض الرجال_: “بتشبهي زبيدة ثروت”، ثم كبرت قليلاً فصاروا يرونني أشبه نانسي عجرم، ثم كبرت أكثر فصارو يشبهونني بمريام فارس، ثم كبرت أكثر إلى أن لم أعد أشبه أحداً في نظر الناس
منذ فترة قريبة آخر شخصٍ جرّب تشبيهي قال
“بتشبهي ستي”
وددت لو أسأله
“وستك مين بتشبه”؟
وانتبهت إلى أنني على مدار كل تلك السنوات لم يسعدني ولا حتى تشبيه واحد، بل فطنت إلى ضعف نظر غالبية الأشخاص وافتقارهم لطرق المقاربة، ثم أصابني استياء، لماذا لم يخرج ولا أحمق واحد ويقول لي: تشبيهين صوفيا لورين، أو كلاوديا كاردينالي..؟؟ 😏
لماذا لا أحد من أولئك الذين يبحلقون في وجهي يكذب بطريقة أجمل من طريقة أسلافه ويقول
“طليانية أنت يا بنت، خالصة القصة، لا مجال للشك”
أو مثلاً يسألني بكامل قواه العقلية
“مسقط رأسك ميلانو صح“
أو يقول:”ما معقول، بحسك جايي من نص روما”
وددت لو أن رجلاً واحداً فقط أفلح في تشبيهي؛ لكنت أحببته ثم جعلت أيامه غير متشابهة، تفوح من ملابسه رائحة بيتزا رفايولي تورتلليني لازانيا تيراميسو
ولجعلت صنابير مياهه تخدق بدل المياه نبيذ فيرمنتينو دي غالورا
وكنت سأناديه على طول الدرب” بامبينو الغدا جاهز، بامبينو جبلنا نص كيلو فليفلة، بامبينو دفعت الفاتورة؟؟ بامبينو ليش ما كبيت سطل الزبالة؟؟ بامبينو ضجرانة، بامبينو جايي عبالي شاورما”
وكنت سأصنع عهداً بيننا يلزمنا بعدم زيارة دائرة النفوس مهما حدث، ونسيان عبارة “إخراج قيد” إلى الأبد
لو أن رجلاً واحداً فقط أخطأ بطريقة صحيحة لعصرت له قلبي كحبة زيتون كبرت على ساحل إيطالي ووضعت فوقها بعضاً من الأوريغانو وعرق بصل أخضر مع ملعقتين من زيت قلبي
ربما لم يستطيعوا تشبيهك باحد لانهم لم يجدوا من هي اجمل منك فيشبهونك بها ربما كنت انت من تستحقين ان يتشبهن هن بك