خضر شاكر
رائحةُ المطرِ
وبركُ الماءِ
واسماكُ النهرٍ
تعزفُ إيقاعاتُ السواقي
وعبقُ البخورِ
يرافقُ جسورَ الذكرياتِ
ووجوهُ المارينَ
تضيئها الفوانيسُ القديمة
وحيداً أتلمسُ هطولكِ
يغسِلُني شلالُ فرحٍ
أجمعُ أبجديةَ السماء
وأكتبُ أولَ أمنيةٍ
لازالتْ تصهلُ بينَ أناملي
وتنثرُ رحيقَ الندى
على يباسِ قلبي
كفراشةٍ تحملينَ بيديكِ
ضوءً وماء
أراقبُ ظلكِ الذي عبأ الجهات
كظبيةٍ تراقصينَ العشبَ
وتمرينَ كنسمةٍ
على ضفافِ لهفتي
تداعبين ستائرَ النورِ
تستضيفينَ خيوطِ الشمسِ
لتوقظي غفلتي
تمهلي لاتستديري
وفي عينيكِ ألفُ ربيعٍ ينتظر
واناملي لازالت
تخادعُ عصيانَ رغبتي
لتراقصَ قوسَ رمشكِ
دعيني أسابقُ الخطى
على رضابِ عشبُكِ
أغني لليخضور
وأسرّح جدائل القمر
هاهي عنادلُ الصباحِ
جائت لتسبحَ في عبيركِ
وترسمُ صدى ضحكتكِ
على جسورِ الذكرياتِ
وانا بكلِ جنوني
أغرقُ في ندى حضوركِ
أعبئُ رئتي بهبوبكِ
كنسمةِ فجرٍ
وأحيكُ لك ثوبَ الصباحِ
أراقصُ طيفكِ النوراني
وكقطرةِ ماءٍ
تروينَ برضابِ مبسمكِ
نبضَ اشتياقي