محمد وهبه
حتى أنت يا بالي
لا تهدأُ
ولا تربأُ بحالي
تعرّتْ روحي أمامَك
كما خلقها ربي
حسبتكَ كنتَ صديقي
أودعتُكَ سرّي
من وراءِ قلبي
شاطرتُكَ حديثي
خلسةً عن لساني
وضعتُ عيني
خاتماً في أصبعكَ
أصبح نورُها
ضريراً لا يسمعُ
وحدكَ بعد ربي
مَن كان يعلمُ
حتى أنا
كنتُ توأمَ العينِ
في العمى
تتركني كلَّ يومٍ
في الصباحِ وفي المساءِ
تهاجرُ.. تسافرُ.. تبتعدُ
أبعدَ من البسماتِ
قريبٌ من حزنِ وريدي
بل وتينهِ وصميمِه
تستدعي الهمَّ والبؤسَ
تقيمُ له الأعراسَ
في مأتمِ الأفراحِ
وعزاءِ السعادةِ
أنت أوّلُ الحاضرين
تطربُكَ سمفونيةُ البكاءِ
في المدمع على الخد
لا فرقَ عندكَ
أكانَ البكاءُ
من دمعٍ أو من دماءٍ
أودعتكَ بيتَ أحلامي
فتحتُ لك بابَ قلبي
طلبتُ السعادةَ
في الحلمِ والخيالِ
انهارَ البيتُ
على راسي
أنت يا بالي
وأمينَ سرّي
كلُّ ما أريدهُ
ممثّلٌ بارعٌ
بطلُ رواياتٍ
يجيدُ الكذبَ على قلبي
ويُسعدُه