فاطِما خضر
الكتابة
هي أنْ تَشقّي قميصَكَ
وتُنكلي بجرحٍ مَخفيٍّ تحتَهُ، فتترُكي نُدبةً
الكتابةُ هي جريمتي
الوحيدة
حتى المدنُ
تتغيّرُ طبائعُها!
كانت مدينةً مملوءةً بالحبورِ
في الأمسِ، كنا نمشي كعادتِنا يدي بيدكَ
لكن كانت شوارعُ اللاذقية تصفعُنا
هكذا أصبحت مدينةً قاسيةً
ربما بفعلِ شتائمنا
وخلافاتنا
صعدتُ الحافلةَ
لم يكنْ هناكَ مُتَسعٌ للجلوسِ
ثمّ بعدَ طولِ انتظار حصلتُ على مقعدٍ
في الحافلةِ السابعة ذي ظهرٍ مكسورٍ
فأسندتُ ظهري على خيبتي
هكذا إذاً يحدثُ أنْ تسنِدَنا
خيبةٌ
في صدى الظّلامِ أكتبُ أمنياتي
الأولى أنْ أغفرَ لوطني، الثانية أنْ أغفرَ لك
الثالثة سأُكملها عندما تأتي
الكهرباء
الماءُ الذي نشربُهُ
هو دموعُ الفقراءِ والمنكوبين
لذلك لستُ قلقةً أبداً بشأن نفادِ الماءِ
في وطني
كيفَ لكلِّ هذه السّماء، أنْ تُغطي هذه الأرض؟
فالسّماءُ واسعةٌ جداً، لكنَّها الأرضَ ضيقةٌ جداً
ربما عليها أنْ تكونَ أكثرَ طموحاً وجديةً
فتُغطي أرضاً أخرى أكثرَ رحابةً
لأبنائِها!
هكذا أبدو
أنثى هادئةً
بابتسامةٍ هادئةٍ
بصوتٍ ذي طبقةٍ هادئةٍ
حركاتُ يدي إنْ تحدّثتُ هادئةٌ
أتناولُ طعامي ببطءٍ وهدوءٍ
مشيتي ثابتة وهادئة
حتى أنّني أنامُ بهدوءٍ
لكنّي في داخلي
أصرخُ