غادة عمر ميرو
تيهٌ يتيهُ ومبهمٌ يتمزّقُ
بظلام قبرٍ كائنٌ يتورّقُ
عدمٌ يباغتني يضاعفُ حيرتي
صمتٌ ثقيلٌ ذو لسانٍ ينطقُ
أأنا أنا ؟ لا ، من أكونُ إلهَنا
بحرٌ يخيفُ، ولجّةٌ تتعملقُ
يا مضغةً لا تدركُ الإحساسَ أنْ
ليستْ مخلّقةً وقد تتخلّقُ
من روحِ ربّي قد أُعِرتُ رهافةً
أبصرتُ نفسي في سرابٍ أشهقُ
ماذا أنا ؟ قال الظلامُ : خبيئةٌ
ماذا أنا؟ و بأيّ جبٍّ أغرقُ؟
و لمَ الطريقُ لقعرهِ لا تنتهي؟
ما من دلاءٍ حبلها أتعلّقُ؟
بي رجفةٌ خوفي شديدٌ إنّني
بعضي تفجّر بي كطيرٍ يخفقُ
يعلو وينخفض ابن سبعِ هوالكٍ
ينأى، يعودُ على المجاهلِ يطرقُ
قلبٌ به سرُّ الحياةِ يمدّها
الشهواتِ من أجلِ البقاء يؤرّقُ
عتبي على الرحمِ الرحيم قدِ انقضتْ
أيّامُهُ أمسى عليّ يضيّقُ
ورجوتُه وأنا طريدُ مخاضهِ
رحماكَ إنّي من سواكَ لمشفقُ
دفعا يردُّ على يدينِ تمسَّكتْ
كلتاهما بجدارِه تتعلّقُ
أنتَ ابنُ تسعةِ أدهرٍ فارقْ إذاً
إنّ اللحافَ على ضلوعِك ضيّقُ
واخرجْ إلى عرضِ الحياةِ وطولِها
فيها الجمالُ، وما تحبُّ وتعشقُ
كيفَ اهتديتَ لما حوتهُ مجاهلي؟
و سماءُ كونِكَ ظلمةٌ تتدفّقُ
إنّي أسيرُ إلى فضاءٍ ضائعٍ
فيهِ الملائكُ تقتفي وتدقّقُ
في كلِّ فعلٍ أمسكتْ بدفاترٍ
حتى ننامَ، حسابُنا لا يُغلقُ
اذهبْ وناضلْ واشتركْ بعراكِها
فإذا اتقيتَ ترى شموسَكَ تشرقُ
لمعاركِ الأيامِ إنّي قادمٌ
فلعلّني برضاكَ ربّي أُرزَقُ