نبيلة الوزّاني / المغرب
1
كَوسادةٍ مَهجورَةٍ
حزينةٌ أنا
رَحلتْ جارتِي التي في الشُّرفةِ المُقابِلَة ؛
هيَ ليستْ صَديقَتي
لكنَّها رَحلَتْ
كُنّا نَتبادَلُ الابْتسَامَ
ومَرّاتِ نَتبادَلُ التّحيَّة
ثَمَّةُ أمرٌ يَربطُ بيْننا
2
كانتْ تُطِيلُ الجُلوسَ في الشُّرفةِ
مِثلِي
عيْناها تَمسحَانِ الشّارعَ بِلا انْقطاعٍ
كَمَنْ يَنتظرُ حُدوثَ أَمرٍ كبيرْ ؛
كمنْ يُريدُ أنْ يَنظرَ كثيراً
لِترتسمَ في قَلبهِ الأَبْنيةُ والأَرصفَةُ
ومصابيحُِ الإنارَة ؛
حتّى المارّةُ وخطواتُهمْ
تَسيرُ في اتّجاهاتٍ مُختلفَةٍ
مِثلِي
3
مِثلِي أيضاً
كانَ يَمتلئُ أنفُها
برائحةِ القهوةِ المُنتشرةِ
مِنَ المََقهى القَريبِ
فيَعتدلُ مِزاجُها ..
جارَتي لَمْ تجلِسْ في الشُّرفةِ مُنذُ أمْسْ ،
قَرّرتِ القيامَ برِحلةٍ طَويلةٍ
وفي صَدرِها
أَنْفاسُ الشّارعْ
4
لَمْ تَكُنْ صَديقةً لي
لكنّي سأُقدِّمُ العزاءَ للشُّرفةِ
ولِمنْ بَقيَ في الشّارعْ ؛
وحينَما أَعودُ سأحزَنُ أكثرْ
اليَومَ رحلتْ جارتِي التي كانتْ
في الوَحدةِ مِثلِي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نبيلة الوزّاني / المغرب
30 / 05 / 2022