حسن خوندي

حسن خوندي
لم تكن جميلة بقدر ما هي جذابة , قمحية الوجه تميل الى لون الخبز الاسمر . قامة منتصبة ، رأس مرفوع وخطوات ثابتة ، كنت اراقب مشيتها الواثقة بايقاع موزون على عكس نبضات قلبي المتسارعة . لم يكن ينقصها سوى تأدية التحية العسكرية. ولعل مرد ذلك الى خلفيتها السياسية الشيوعية التروتسكية. وعلى عكس هذه الجدية كان فمها الصغير لا يخلو من نوع معين من السكاكر اجتهدتُ في معرفته فاقتنيت منه الكثير في جيبي …تحسبا”
طبيعي جدا ان يُغرم المراهق ببنت الجيران او احدى بنات الحي كما في الافلام المصرية وانا لم اكن الاستثناء
كنت هادىء الطبع ، مهذبا الى حد الخجل، أتحين الفرص وأتسكع في الشوارع المحيطة حتى اصادفها وجها لوجه في طريقها الى المدرسة دون ان انبس ببنت شفة، اتزود من ملامحها ما استطعت لبقية يومي حتى اللقاء التالي
كبئر عميق، لم ابح حتى لصديقي المقرب جدا مني ، الى ان صدف وأبدى اعجابه بها فلم يكن لي مناص سوى ان أسرّ مكنونات قلبي اليه
اصبحنا ننتظرها ونتسكع معا”
لأجلها اطلعنا على مؤلفات ماركس ولينين وانجلز واصبحنا لا نفوّت احتفالا لكل الفصائل الشيوعية الا وحضرناه الى ان لعب القدر أخيرا لعبته حين التقيناها في حفل فني وبالتأكيد لم يفوّت صديقي الاكثر جراة مني هكذا مناسبة
اما انا فقدمت لها سكاكرها المعهودة فاعترتها الدهشة لمعرفتي بهذا التفصيل
من ذلك اليوم اصبحنا ثلاثية نادرة . مراهقان مغرمان بفتاة واحدة دون اي ضغينة او منافسة او غيرة لا بل انسجام وسعادة
احبتنا معا وما كانت لتغرم بواحد منا على حدة
بعد عدة سنوات من سفري للدراسة التقيتها في احد دكاكين الحي برفقة زوجها الذي كان يرتدي بزة عسكرية، يسأل صاحب الدكان
زوجتي حامل ” ووحامها صعب” هل اجد عندك هذا النوع من السكاكر؟
غرفة 19
- اختتام فعاليات الملتقى الدولي الثالث الذي نظّمته غرفة 19 بالتعاون مع معهد الآداب الشرقيّة في جامعة القديس يوسف – بيروت، والأكاديمية المغربية للبحث الفلسفي العبر-مناهجي، تحت عنوان: “نظريّات ومناهج النقد التاريخي في القضايا الثقافية: أسئلة المنهج، وتحوّلات الوعي.”
- مونودراما: ثلاثية الخلق: “أصوات على عتبة الضوء”
- جماليات التلقي في بناء المعنى داخل النص المسرحي
- الدراجة…الدولاب الأول نحو الحرية/”الزمن الجميل”…هل كان جميلا حقا؟ (19)
- تتويج ملكة جمال المكسيك فاطمة بوش على عرش جمال الكون لعام 2025
- كلُّ ما أكرهه في فيروز وأعشقه في صباح





