تكتب MTVسينتيا سركيس لموقع
كأنّ لعنةً ما أصابتنا في لبنان، فما يحصلُ إنسانيّا أبشع بكثير من كلّ مشاكل السياسة والاقتصاد
من لين طالب إبنة الستّ سنوات التي نهش جدّها جسدها، إلى الصبيّ الذي تعرّض للاغتصاب من قبل وحشٍ ما قيل إنه من أصدقاء العائلة… واللائحة تطول إنما في الظلمة، فغالبية هذه القصص المقيتة تبقى في العتمة، خوفا من عارٍ يظنونه على الجسد، فيما هو في العقول والنفوس
عُقدٌ ومشاكلُ نفسيّة على شكل بشر، يتنقّلون بيننا في الشوارع وفي المحال، وأحيانا كثيرة داخل منازلنا، هم مشاريعُ وحوشٍ في أيّ لحظة… والأنكى أن كثرا من المتحرشين يكونون من أفراد العائلة، خالٌ أو عمّ، أو حتى جدّ… فكيف نحمي أولادنا؟ وكيف ندرك أنهم يتعرضون للتحرش؟
تؤكد المعالجة النفسية نورا الساحلي أنه من المهمّ مراقبة تصرّفات الولد وعدم إهمال أي تغيّرات مفاجئة بسلوكياته وردّات فعل غير اعتيادية لانها قد تكون مؤشرا على تعرّضه للتحرش. وتعدّد في حديث لموقع mtv أبرز المؤشرات لذلك، مثل المزاجية المفاجئة وغير المبرّرة، تغيّر في عادات النوم والشهيّة، التصرفات العدوانية التي تتولّد فجأة، والانزواء اجتماعيا
الكوابيس والتبوّل في الفراش، ليست دائما أمورا عابرة، فقد تكون أيضا مؤشرا إلى تعرّض الطفل للتحرش، بحسب الساحلي، إضافة إلى مؤشرات أخرى مثل تحاشي الذهاب إلى أماكن كان يقصدها في السابق، ومخاوف طارئة، وألعاب غير ملائمة لعمره مرتبطة بأمور جنسية يطبّقها على لعبة ما أو على رفيق أو أخ، وقد تكون إعادة تمثيل لما يتعرّض له، عن غير دراية
أما كيف نحميهم، فالطريقة الأمثل والأهم هي التوعية أولا وأخيرا… تشدّد الساحلي لموقعنا على أهمية التربية الجنسية للأولاد وتوعيتهم بشأن أجسادهم وأهمية وضع حدود مع الآخرين ممنوع تخطّيها، وتعليمهم أن يقولوا كلمة “لا” حينما لا يرغبون بأمرِ ما، كما أنه من المهم عدم تركهم في أماكن قد يتعرضون فيها لأي مضايقة، ومراقبة من هم بالقرب منه
يمكنكم أيضا أن تبتكروا سويّا كلمة سرية، لا تثير الريبة والشكوك، تجعلونها كالمنبّه ليقولها لكم الولد حينما يشعر بعدم الارتياح إزاء شخص أو فعلٍ ما
ونداءٌ إلى كل الأهل: رجاءً، لا تجبروا أولادكم على تقبيل أو معانقة أحد، أيّا كان هذا الشخص، واتركوهم يعبّرون عن رفضهم لهذا الأمر.. والأهم أن تصدّقوهم دائما، ولا تشكّكوا بقصصهم أو بمخاوف قد يعبّرون عنها… حتى لا يكونوا ضحيّتكم أنتم أيضا… وهنا الوجع أكبر بكثير
غرفة 19
- إنسـان فيتـروفيـوس- للفنان الإيطالي ليــونــاردو دافـنـشـي، 1487
- الحياة والمحبة والتعلم: ثلاثية متكاملة
- صرخةُ قلمٍ باحث عن كلماته الضّائعة
- “ظلالٌ مُضاعفةٌ بالعناقات” لنمر سعدي: تمجيدُ الحبِّ واستعاداتُ المُدن
- الشاعر اللبناني شربل داغر يتوج بجائزة أبو القاسم الشابي عن ديوانه “يغتسل النثر في نهره”
- سأشتري حلمًا بلا ثقوب- قراءة بقلم أ. نهى عاصم