وحينما استعادَ الموتُ جزءا من ذاكرتي.. رآني أبكي في المساءِ ثُمَّ أطلقَ سراحَ الياسمينِ على وجهي
فتهاطلَ بُرْعُماً .. بُرْعُماً ..
حدائقُ النّصوصِ
————————
-1-
أَمسِكْ بالمَدى
فقلبي في حريرٍ اللغاتِ يقيمُ
فيهِ تحطّ العصافيرُ وادعةً
وفيكَ ينهضُ الصّدى وتدنو الحدودُ
يا أيّها المَعْنى العاصفُ
فيكَ جوهرُ الكلامِ الساكن
وبحور الشكّ الهائج باليقين
كلّما قرَأتُكَ أكثر
طَفَتْ على وجهي علامات الدّهشةِ
وشُروحاتُ الرّسائلِ المقدّسةِ في أعماقي تغوصُ
كأنّكَ
مُعجميَ الناريُّ
ولغةُ آباريَ العميقةُ
فأشعِلْ فتيلَ الطّاقةِ العُظمى
وراقبْ مهرجانَ النّصوصِ.
-2-
ثمّةَ مايجعلني أتسلّلُ إلى أخيلَتِهِ
وشموسهُ في حقيبتي مخبّأةٌ
لاحُجُبَ بيني وبين حدائق
الكلماتِ
مامن سيفٍ يُخمدُ ثورةَ عواصفِنا
ويعرّي العالَمَ في عتمةِ الجنونِ
لاأعرفُ لونَ قميصِهِ لكنّي أتوقُ للاحتماءِ بسُترتِهِ
فكيفَ أفلِتُ من قبضتِهِ
وقد تلوّنتُ برمّانةِ الدّمِ؟
نظراتُهُ صلاةٌ غامضةٌ
فهلّا منح
الوقتُ للأشواقِ هُدنةً مؤقّتةً
كإنّ الشّوقَ جنديٌّ شريفٌ
لايفضّلُ الإجازاتِ
وللرّبيع في أوّله التماعةُ عينٍ شغُوفةٍ
تُطرِبُ الطّيورَ في وديانِ المعاني
تَزحمُ الزّهرَ في مرايا النّدى
تختُمها الرّيح
مشتعلةً تتقافز في برهةٍ وادعةٍ
والماوراءُ يعلمُ
أننّي احتمالُ إجابتهُ الأخيرُ
في تخمّرِ السّؤالِ
-4-
أكذِبُ ..
حينما أقولُ : لمْ يَرَنِ الحُزْنُ
بأجنحتِهِ يَرفرفُ فوق حدائق الحواسِ
ياحبيب
احملْ ثمارَ الرّوحِ
وارتفعْ كطيرِ حمامٍ عبرَ منحنياتِ الضّوءِ
أبهِرْ نُجيماتِ الصّبحِ
إنّ الأبديةَ ألواحٌ ثابتةٌ
نُقِشَتْ صحائفُها
لا لنقرأها
فلا تحفلْ بالأمداءِ والأحزانِ و ابتسم.