عمياء
سألت الشعراء أن يصفوا ليَ البحر
قالوا : ماءٌ أحمر
سألتهم عن الريح
قالوا : صبيّ أزعر
سألتهم عن السماء
قالوا : بئرٌ مقلوب
سألتهم عن الجحيم
قالوا: نعيمٌ محجوب
.
أنا خرساء
هكذا قال لي المتكلّمون
رسموا على يدي حبالاً صوتية
و مخارجَ لفظية
رسموا حروفاً تسبح
و أخرى تطير
حروفاً تجلس
و أخرى تسير
رسموا شفاهاً مضمومة
و ألسناً مختومة
و قالوا هذي لغة
حقولٌ تحرثها الحناجر
أصابعي تلمّست فمي
خرج حرفُ الحاء
من كهفٍ مهجور..
و انطلقَ حرفُ الباء
كالفارسِ المأسور.
.
أنا بلا موهبة
هكذا قال الشعراء
رموا قصيدتي في العراء
و بصقوا في وجهِ اللغة
يومها أمطرت و أرعدت
تمازج حبرُ القصائدِ بدمي
صار طيناً
عجن منه الإله قلباً متفجراً
و غرزه في قصيدة
.
غادرتْ قافلةُ الشعراء
هذا المساء
في القفر الخريفي
دميةٌ الإسفنج و الدبابيس
خرساء
لكن لها عيون
حزينةٌ كالأنبياء.