زينب مروّة
رصاصة لا تخيب
ها هو الهدف.. بدأت الطفلة برسم خطوط متوازية.. جهّز بندقيّته، أخذ موقعه، صوّب نحوها.. الفتاة ما هدأت، كانت ترسم برشاقة.. تمتمَ
-” لا عليكِ أيّتها الفتاة، قدركِ محتوم وأنا لستُ عجولًا..”
مسح شاشة الرؤية وتأهّب مجدّدًا
-“خطوط عموديّة متوازية.. فقط! أهذه رسمة طفلة صغيرة؟ لا زهرة، لا نجمة..! ماذا عساها ترسم؟”
تأمّل الخطوط.. صُعِق بما اكتشف.. قضبان سجن؟! طفلة تزيّن سور حديقة فترسم قضبان سجن؟
ضغط على قبضة يده وشدّ على أسنانه
-” اللعنة على تلك القضبان.. اللعنة على تلك الفتاة التي ذكّرتني بها.. كيف أنسى أنّها السبب في جعلي مجرمًا.. مجرمًا؟! لا.. لا .. أنا لستُ كذلك! إنّ من دسّني خلف القضبان ظلمًا، بقوّة نفوذه، هو المجرم القاتل، هو مَن دفع بزوجتي إلى تركي وهي حامل.. وحرمني من رؤية وجه ابنتي.. “
انتفض واقفًا.. قبض على ناصيته ثمّ تمتم بغيظ حاملًا البندقيّة
-” إنّ تلك الطفلة الغبيّة تستحقّ العقاب على فعلتها.. عليّ أن أُنجِزَ الآن.. فالمبلغ المالي الموعود سيمنحني سُلطةً أستعيد بها حقّي ممّن ظلمني..”
استعدّ.. صوّب.. تردّد.. ثمّ أطلق
صدحت قهقهات خبيثة من خلفه: “من الآن ستدخل سجنًا مختلفًا.. بعد أن قتلتَ ابنتكَ بيدك..”
استدار، رأى غريمه، أطلق عليه رصاصة الثأر وهو يقول: ” الحمد لله أنّي قرّرتُ أن أنتقم من القضبان المرسومة لا الطفلة!”