مريم الأحمد
دكان أبي في أخر السطر.. بين مقبرتين
يا أبي لا تبع التبغ و لا العظام لطلاب الخلود
اترك التجارة، و استثمر موهبة ابنتك
في الكتابة
لكن لا،، ستأكلكِ الأقلام الكبيرة يا بنتي
ستضربك موجات الحبر اللاسعة في أضعف ضلع في صدرك
و حين تتعبين
لن تجدي حجراً تمسح كفيك بريق الندم
و من قال
من قال ان الكتابة صفعة
ما هي إلا دفعة على الحساب
هذا الحساب المنبوذ كظهر حمار أجرب
يا أبي،، لن أتركك تلحق بي
انظر كيف تلاحقني الجمل
و العبارات
في سهوب اللغة الوعرة
لماذا لم تشتر لي الجوارب السميكة
و الأحذية القوية
صارت نمرة رجلي ألف
من سيتقدم لي
من سيؤمن بالحب العفوي
و الجمال القبيح؟
هذا نص يؤرق موتك
و يؤكد لك بعد غيابي و غيابك
أن ابنتك كانت مخطئة
كيف لا
و دمعتها الحانقة المتهيئة للصعود
سترتمي في كومة القش و تختفي
بين الإبر
قلت لك أسد عجزك المالي بديوان
أسدد قسط البنك بقصيدة
أرقع سروال الخيبة المعنوية بنشارة
الحروف
و أشتري لك عربة خضار جديدة
تعرض عليها تفاح الرحلات الجبلية
و عنب طفولتك اليتيمة
لكن لم تؤمن أن الشعر يباع و يشرى
لم تؤمن بقداسة الزلة النفسية
و
كرامات أهل الشعر المشردين
يا أبي.. و مليون مرة… يا أبي
ليتك لم تكن كذلك
ليتك.. كنت صديقي يوماً
و فسحت لي قلبك .. و جعلتني
أضمك مثل أم لك
أم
أمومتها ندية في زمن القحط
و ليتك دفعت بعربة الكلام المنتقى
للهاوية
و حررت قلبي من حزازير الموت و
الخراب