لكي تكون لحياتك معنى، تحقق من معنى كل ما تفعل
لا تجعل أفعالك الحياتية حركات آلية تؤديها دون تفكير، ولكن أفعالا ذات معنى.
استحضر دائما سبب أدائك كل فعل.. عندئذ سيكون لفعلك معنى.
استحضر سبب ذهابك للعمل، لماذا يجب أن نعمل، عندئذ سيكون للعمل معنى وليس “دواما روتينياً “
عندما يتعلم الطالب منذ طفولته وتُغرس فيه ضرورة الذهاب للمدرسة، يصبح لذهابه معنى ولتعلمه جودة،
إذا كنت من المصلين، فإنه عندما تستحضر لماذا تقوم للصلاة سيكون لصلاتك معنى.
عندما تستحضر معنى “سمع الله لمن حمده” مثلاً وأنت تنطقها، ستنطق بعدها فوراً بطريقة مختلفة عما قبل” ربنا لك الحمد”.
وهكذا مع كل منطوق من منطوقات الصلاة، مسلماً كنت أو مسيحياً.
لا تتحقق فقط من معاني ما تفعل، بل معاني مالا تفعل
إذا لم تكن تصلي، تحقق من معنى حياتك دون الصلاة
هل لها معنى؟
عندما تستحضر ضرورة سؤالك عن أسرتك ومحبيك من وقت لآخر ولا تترك بحر الحياة يغرقك في خضمه فتنساهم وتنسى السؤال عنهم حتى يٌذكِّرك الموت وحده بأحد محبيك،
عندئذ ستكون لهذه الأفعال معنى، ستؤديها وأنت تعي لماذا يجب عليك أداؤها.
عندما تستحضر لماذا تريد أن تكون عضواً في برلمان دولتك، ستحدد- كل من إجابتك المخلصة بينك وبين نفسك وقيمك التي تتبناها – شروعك في خطوات أن تكون عضواً برلمانياً.
عندما تستحضر معنى “السلام عليكم ” وأنت تنطقه، سيكون له معنى، وقد يحجمك غضبك من شخص عن تكملة إلقاء السلام، وقد تنطقه من كل قلبك لشخص آخر.
عندما تستحضر معنى “كيف حالك؟”، ” والله واحشني” وتصدق مع نفسك، ربما يقل كثيرا عدد من تقولها لهم.
إذا استحضرت سبب شرائك لكل شيء قبل أن تشتريه- غالباً سيقل كثيرا عدد السلع التي نشتريها.
إذا استحضرت معنى ما تنوي قوله قبل قوله، ستقل مفردات لغتك كثيراً
نعم ستصبح حياتك أصعب من حيث استحضار معنى كل قول وفعل
ولكنها ستكون حياة مخلصة ذات معنى
———–
ولكن لماذا يجب أن يكون حياتنا لمعنى؟
ولماذا يجب أن تكون بهذا المعنى مخلصة؟
لماذا يجب التحقق من معنى كل منطوقاتنا وأفعالنا؟
أليست حياتنا على النحو الذي نحياه مريحة؟
يجب أن تكون حياتك ذات معنى كي تكون حياة أنت اخترتها
أنت الذي تقرر فيها ما تفعل بعد اختبار معنى كل فعل.
حياة تعكس حريتك الصادقة في الاختيار
حياة تترجم من خلالها هويتك كفرد حر.
حياة تتحمل فيها وحدك نتائج اختياراتك وقراراتك
لهذا يجب أن تكون الاختيارات اختيارات مخلصة
ولكن هل الاستحضار الدائم للمعاني واقعياً ممكن؟
إذا رغبت في ذلك ستجعلك ظروف الحياة تنسى- أحياناً- فعل هذا
ستفعل ذلك مع أمر وتنساه مع غيره
الخلاصة أنك ستحيا حياة أنت من يقرر معانيها ودرجة استقلالك وحرية اختياراتك.

د. بهاء درويش
أستاذ الفلسفة جامعة المنيا، مصر، عضو اللجنة الدولية أخلاقيات البيولوجيا، اليونسكو، باريس[1]