سعادة
ظلّ طوال الوقت كئيبًا، قلقًا، متوتّرًا..
تمنّت أن تخفّف عنه ما يجثم على صدره، حرّضته على إطلاقها من محبسها، مضحّية بنفسها..
ارتاح راحة أبديّة…
***
أمل
كلّ الفناجين أخبرتها بأنّه قادم إليها بعد ثلاث..
يمتطي فرسًا بيضاء، يضع سيفًا جرازًا بين يديه، ويسابق الريح..
لكنّها لم تخبرها شيئًا عن تلك الرصاصة الطائشة…
***
قضاء وقدر
عثروا على الزوجة الشابة متوفّية بطلق ناريّ داخل منزلها..
التحقيقات الأوّلية أشارت إلى وفاتها في أثناء تنظيفها السلاح..
هذا ما أفاد به زوجها لهيئة التحقيق…
***
شحرور
كلّ ما حولها هادئ، ويبعث في نفسها السكينة..
فقط، ذلك الشحرور على الشجرة، خلف غرفة نومها، يقضّ مضجعها..
رصاصة طائشة كتمت أنفاسه…
***
قدوة
ألقى على الناس موعظته اليوميّة..
حثّهم على التحلي بالتسامح، بيّن لهم أنّ جوهر الدين قائم على الخلق الحسن..
في أثناء مغادرته، ظنّ أنّ أحدهم داس على طرف ظله..
رصاصة مؤمنة شفت غليله…
***
رصاصة رحمة
أخبروا العجوز بوفاة ابنها..
طفرت الدموع من عينيها..
لقد ظننته مات منذ زمن بعيد…
***
توبيخ
نشب شجار بين أهل الحيّ..
سار القتال بين كرّ وفرّ، استخدموا في البداية الحجارة، ثمّ تطوّرت الأمور فاستخدموا العصي والهراوات..
أطلّ عليهم من شرفته:
ويحكم، لمن ادّخرتم الرصاص الطائش؟!
***
أكمة
اجتمعت العائلة تحت سقف واحد، عند كبيرها..
تبادلوا التهاني بالعيد السعيد، تناولوا طعام الإفطار معًا، تراكض الأطفال، غنّت الفتيات، تبادلت النساء النكات..
ما إن غابت شمس ذلك اليوم، حتى تلبّدت السماء بالغيوم، ثمّ هطل رصاص غزير…
***
قاتل محترف
حدّد الهدف بدقّة..
وضعه في مرمى سلاحه الناري، أطلق رصاصة واحدة نحو قلبه. مسرعًا، قبض النصف الآخر من الأجر..
أدرك الصلاة على الجنازة…
***
مصير
الرجل الذي كشف الحقيقة..
رصاصة تعاني من مرض نفسيّ ترصّدته…
***

حسين جداونه كاتب أردني