بحث وإعداد: سهيل منيمنة
كانت مراكب الفينيقيين تتجوّل في البحر المتوسط وتسير إلى البحر الأسود وتنتهي إلى بحر القلزم (البحر الأحمر) وبحر الهند وبحر فارس لتستجلب منها العقاقير وتشحن المعادن وكل محصولات تلك البلاد البعيدة. وكانوا قد جعلوا لهم مستعمرات في أقطار شتى أو على الأقل اتخذوا لهم فيها محطّات يقدمون عليها سنوياً لتجارتهم، فاتساع تجارة الفينيقيين وأسفارهم البعيدة إلى أقاصي المعمورة كانت تستلزم سفناً تجمع بين المتانة والإتقان.
ويمكن تفريق أنواع البضائع التي كانت تتجر بها فينيقيا إلى قسمين: قسم كانت تورده إلى بلادها لتأمين معيشة السكان حيث أن طبيعة أرضها صخرية لا تكفي غذائهم جميعاً، وقسم كانت تأتي به من البلاد المجاورة لها ومن الهند لتورده إلى الأطراف التي كانت محتاجة إلى تلك المحصولات الصناعية والزراعية، إما نظراً لعدم نمو تلك المحصولات في إقليمهم الجغرافي أو لقلّة ترقيهم بالصناعة والمدنية. فأهم البضائع العائدة للقسم الأول كانت بالطبع المواد الغذائية مثل الحنطة والعسل والزيت والعنب والمواشي.
ويقدّر الاختصاصي Morecs قيمة الحنطة التي كانت تجلبها فينيقية سنوياً بـ 46 مليوناً من الفرنكات، وقسماً من الزيت التي كانت تدخله كان مختصاً بأن تأتي به فيما بين النهرين زيادةً على ما يحصل في بلادهم من هذا النوع.”
يتبع…
ملاحظة: لم يستعمل الذكاء الإصطناعي في أي نص من نصوص هذا البحث.
