عقدت جدتها ضفائرها وزينتهم بشرائط حمراء بعد أن ارتدت ملابس المدرسة وحملت حقيبتها المليئة بكل كتب ودفاتر الحصص التي لا تعد ولا تحصى بالرغم من صغر سنها الذي لا يتحمل تلك الأوزان الثقيلة
كانت رفيقتها الوحيدة التي لا تفارقها ليلا ونهارا صديقتها البراءة!! وكبرت وأصبحت بسن المراهقة وما زالت البراءة توأمها !! الملفت للنظر أن كل بنات جيلها يشبهونها بكل شيء وكانت البراءة صديقة الجميع !!!
جاء الزمن الأغبر وغلفت الوطن غمامة سوداء وخيمت الكآبة والفقر على الوطن الجريح وبدأ الأنين يخرج من البيوت والشوارع من وجع الأجساد المتعبه نتيجة الفقر اللئيم ..استنجد الجميع بأصحاب القرار والمسؤولين عن تأمين الحياة الكريمة ..ولكن كانو مشغولين بملء جيوبهم وبطونهم التي لا تشبع وتركوا البشر فريسة الجوع والقهر وبدأ السكان بالتفكير بالهجرة وترك الوطن لأولئك السفلة المسيطرين على كل شيء
من بين المهاجرين كانت تلك الصغيرة صاحبة الجدائل الحمراء !!! الجدائل كما هي !!ولكن الفتاة أصبحت كاملة الأنوثة ..والبراءة مازالت صديقتها
نزلت على سلم الطائرة في احدى المطارات .. كان الأمل في حياة كريمة يعلو وجهها !!! وبعد اسبوع من وصولها انخرطت في العمل وعندما التقيتها في احدى البارات تعمل نادلة تتجاذبها الأيادي الآثمة كانت تضحك ودموعها مليئة بصور الوطن ..وبراءتها كانت تدافع بقوة كي تبقى صديقتها أم الجدائل الحمراء متسربلة بالشرف والعفة ولكن كان يبدو على وجهها علائم الضعف والأنهيار
إنهيار اسماعيل……