صرخةٌ في نعش
إلى فيروز في حزنها النبيل
مســحتُ عينيكِ يا فيروزُ
معذرةً
بطائرِ الحزنِ والآمــالِ والحُلُــمِ
وكنتُ أقرأ خلــفَ الصمــتِ
صرختنـــا
ورهبــةُ النعشِ كــانتْ بحّةَ النغـمِ
زيادُكِ الحــرُّ كم وعياً
وكمْ فزعــاً
أعطـى الملايينِ خطَّ الصوتَ بالقلمِ
كم كانَ حشـداً من الأحلامِ
تجمعنــا
وحيــنَ غابَ المدى ذبنـا مع الألـــمِ
فيروزُ صوتكِ ناقوسٌ
ومئذنــةٌ
وكلمةُ اللهِ تدعــونا إلى الحُلُــــمِ
هذا الزيــادُ الذي في النعشِ
أجنحــةٌ
قصّتْ يدُ الصمتِ لم يصحُ ولم ينَـمِ
يقومُ من عتمةِ التابوتِ
يضحكنــا
على المرايا ويمحو فكرةَ العـدمِ
من كانَ يحيــا لأجل الناسِ
ما انطفأتْ
عينـاهُ يومـاً سيبقى شهقةَ النُجُـمِ
يعيدُ للحـقّ راياتٍ
وبوصلــةً
ويكتبُ الصـدقَ في تلويحةِ القممِ
فيروزُنــا اليومَ تبقى
حرزَ أمتنــا
كوني كمــا الأرزِ في تدوينةِ الأممِ

عصمت حسان رئيس منتدى شواطىء الأدب بشامون