هَرِمَت الأبوابُ قبلَ أوانِها
قبلَ نُعاس الحرّاس.
الحُرّاسُ ساهمون
يَتناوبون على الماضي
بِأعينٍ مُغمَضة.
الحُرّاس واهِمون
يَتّكِئون على المقابِض
وبَوّاباتُ المَنافي
يَسْبِيها داءُ المفاصل.
فصلٌ جديدٌ من الظّلال،
تُرفقُه البوّاباتُ بِالوافِدين بِلا ظِلٍّ
بِلا أَعْقابِ ذاكرة
احترقتْ ذاتَ عبورٍ
ذاتَ رُفاتِ جِسْر.
“قَاديشات آلُوهو…”
هذا هو يومُ السّكون،
وبوّاباتُ المنافي
سَرابٌ مصْلوب.
“إتراحامُ علايْن…”
عليكَ، عليهم،
حين تَسْتقيمُ البَصائرُ
وتَنهَضُ من سُباتٍ لَعين.
التّرابُ عُرس البُلَهاء
القاطنين في أجسادِهم
يَحيكون قُشورَ اليَرَقات.
فصلٌ آخرُ من المَآقي
على مَأْدُبة الضّوءِ المَطْهوّ،
وَلائمُ شاخصةٌ
إلى القدورِ الفارغة
والشبحُ فاغرًا فاهُ استعدادًا للسّلامِ الأخير…
“قَاديشات حايْلوتونو”.
الحرّاس واهِمون
صامِتون، عاثِرون،
ساجِدون على أثيرٍ وَثير مذْعور
يَقيسُ دائرةَ الفراغ.
آتٍ أنا!
هذاك الصوت
مُلْتئِمًا بالماء
كَغريق الطوفان.
آتٍ أنا
ومعي قضبانُ حبسِ الرّيح.
لا بَيْت أبعد من العاصفة
والغرابُ بِلا ثيابٍ بِلا مأْوى
بِلا أرضِ يافث الوحيدة.
ريشٌ كثيرٌ هناك
أَصنعُ منه عصافيرَ لأغرّد
ووسائدَ لِمقْطوعي الرّؤوس.
رؤوسٌ كثيرة هناك
تَتلاطَم في سوق المَوْج
تشتري نخاعًا متبّلًا بالألزهايمر
ومَقابضَ جديدة لِبوّاباتِ المَنافي،
والحرّاس ساهمون
يَأْوون إلى أورِدَتِهم
مع صلاة الغروب.