1. بالأمس في احتفالية نادي جدة الأدبي بمناسبة مرور 50 عام..
استعدت ذكريات سبع سنوات قضيتها كعضو مجلس إدارة في النادي، حيث كنا أول مجلس إدارة منتخب، وأمام اللوحة التي طرزت أسماؤنا فيها، ومعي في الصورة زميلي بالمجلس الشاعر الأنيق والصديق الخلوق د. عبد الإله جدع.
.
كانت تجربة جميلة عشتها مع الأحبة برئاسة د. عبد الله السلمي ونائبه الجميل د. سعيد المالكي، والزميلات د. أميرة كشغري و. د. فاطمة إلياس و د. نجلاء مطري والأحبة د. عبالرحمن السلمي ود. عبدالاله جدع والحبيب عبدالعزيز قزان.
.
شخصيا، أثمَنُ ما كسبته من النادي هم هؤلاء الأحبة، وما تزال أخوتنا وصداقتنا مستمرة ولله الحمد.
.
في السنابات؛ بعضٌ من مشاعري، وقد تشبعت بالكامل من المؤتمرات والندوات الثقافية.
.
2.كانت المناسبة فرصة رائعة لألتقي بعض الأحبة هناك في في مسرح نادي جدة الأدبي.
هنا الأحبة : عبدالعزيز قزان، و د. عبدالإله جدع، كنا أعضاء في مجلس الادارة لمدة سبع سنوات.
.
في الصورة الثانية الرجل الخلوق محمد آل صبيح الذي أعاد لجمعية الثقافة وهجًا غاب عنه، وقام بحراك فاعل، ربما فاق النادي الأدبي لنشاطه، وهو من كان على قدر المسؤولية والأمانة، وقام بالتواصل معنا في النادي الأدبي، طالبًا – بكل خلق وأدب – التكامل بين النادي والجمعية، وهو ما تحقق خلال الأعوام الأخيرة، في موقف يُحسب له، وقد سحرنا بخلقه العالي وأدبه الرفيع وعمله الدؤوب.
.
التقيت زميلا قديما لي في صحيفة المدينة، إبان كنتُ مدير تحرير فيها، وهو الكاتب والصحافي المتخصص في الفن، الأستاذ سهيل طاشكندي وفرحت به أيما فرح، ما زال في وسامته وجماله ذلك الخلوق.
.
3.من أروع ما مر علي بالأمس هذا الشاب المتوثب، وأخبرني أنه ابن الشيخ صنيتان الضيط احد شيوخ قبيلة عتيبة الكريمة.
فرحت به أيما فرح، وألقى على مسمعي بعض قصائده، وشكر لي ما قلته بحق والده وفرع الضيط الأشاوس من تلك القبيلة العريقة.
.
وعدته بدورة في المقالة الصحافية في النادي مساهمة مني في تقديم بعض خبرتي للأجيال الجديدة.
.
4.مغادرًا الاحتفالية بمجرد بدئها، متخفيًا عن الزملاء والأحبة هناك، بما غادرت مجلس الإدارة قبل أعوام، باسمًا ومرددا بكل قناعة : لكل زمانٍ دولةٌ ورجال.
.
وما إن استويت على مقعدي في السيارة، إلا وابتسمت، وقلت: حقا، إنّ لكل مرحلة عمرية من مراحل العمر أحلامها وأهدافها وتوهجها، وما كنا ننشطُ له ونتحمس في العشرينات يختلف عن الثلاثينيات وهكذا دواليك للخمسينيات، وقلت في سنابآتي المرفقة : برغم هذا الحدث الثقافي الكبير والتظاهرة الأدبية بحضور رموز أدبية كبيرة؛ إلا أنني لم أشعر بالحماسة ألبتة، ولو دعاني صديقٌ حبيبٌ إلى عشاء في مطعم شعبي، أتباسط معه واضحك ملء فمي ؛ أحب لنفسي والله من هذه الجمهرة الكبيرة.
.
بعض الزملاء أفنى عمره ما شاء الله في أروقة النوادي الأدبية والفنية، وحضور المناسبات الثقافية في كل أنحاء المملكة، ولم يخبُ حماسه لليوم، وما يزال في حرصه على الحضور ، بيد أنني لست مثلهم أبدا ، فأنا رجلٌ أعشق التجديد، وأحب التغيير والتطوير، وأمقت أبدًا الرتم الممل والنمطية الواحدة.
.