بقلم : محمود الشربيني
١٨ قصة قصيرة وقعت في ١٠٢ صفحة من القطع الصغير العادي، وبعنوان بجعات ابن حزم ، ومن تأليف أسامة ريان ، ونشر دار النسيم .. وبغلاف معبر عن العنوان (بجعة بشرية ناعمة ، رأت فيها مصممة الغلاف هند سمير جمالا ،رأيته معهما(هى والمؤلف ) وفيه تعبير نفذت إلى أغواره وأنا اقرأ تلك القصة ) . رسيٰ عطاء مناقشة الرواية أولًا على ورشة الزيتون .. التى لطالما تبوأ فيها مقعده -أسامة- من النقد ( أو……) وهو ماأظن أنه أدركه بالفعل وحسب له حسابه .. فقد استعاد وهو يكتب ، كل ماكان يفعله وهو جالس على مقعد الناقد الذي يناقش المؤلفين في ورشة الزيتون ، عندما جلس ليكتب مجموعته “بجعات بن حزم” وكأنه لم يرد أن يلق مصير من كان يجلسهم أمامه- أو حتي بجانبه – ليناقشهم وينقد أعمالهم أو بمعني آخر”ويوريهم النجوم في عز الضهر
-مارس أسامه فى مجموعته كل شيء ..من الفنون ومهارات الكتابة ، والاختصار والكتابة التلغرافية والبرقية والسخرية اللاذعة ، سحر التأخير والتقديم .. البدايات الغريبة ، والاوصاف المحشوة بالالغام ، إلى ممارسة الخداع أو ال Pluf بكل” أريحية وباطمئنان”، و كأنه “كان بياكل كبده ومخ عند السلطان ” حسبما أتذكر من بقايا تلك اللافتة التى تميز ذلك المحل الشهير
-كتب اسامه ريان قصص حب ناعمة ، لكن في قالب غريب ، وضعت في قالب مناقض تماما لقالب الرومانتيكية .. وهناك قصص مغرقة في الرمزية والفلسفة مثل قصة “أصباغ” . قصص اسامة لا يسهل – أو لايستحب – اعادة حكيها،فذلك يفقدها متعتها .. لماذا ؟ لأنه قابع فى كل سطر ، ..وموجود تحت كل فاصله تنطق جمله القصيرة الملغزة كما لو كان هو من يلقيها على مسامعك ..يمسك بالعقل ويقود قارئه بنعومه إلى مصير قصته المحتومة . عرف من أين تؤكل كتف القاريء المحب
– من القصص المعبرة عن واقعنا الظلامي التعس كانت قصة الغلاف. ..بجعات ابن حزم .. العنوان جميل .. تركيبة صحفي مجازين ..أو قاص “مخربش “. قصة كتبت بمداد من الألم والحب معًا.. مكتملة الأركان .. اشتبك فيها الماضي بالحاضر .. ليطل بنا على نفس المستقبل الذي نعيشة . نحن امام خطيئة أحد المتأسلمين الذين يغسلون مخ الشباب الغر ، ويجعلونهم أدواته في القتل والتدمير .أوعز لشاب من اتباعه بحرق منزل تسكنه عائلة .. لأن طابقه الاول عبارة عن “خمارة”، تدر على أهل البيت كثيرا من المال الحرام، ملأ الغضب صدره، فأحرق واقرانه المنزل ،وروعوا اهل البيت المساكين الفقراء ،ليفاجأ الشاب المغرر به بأنهم بلا مآوي و لا يملكون قوتهم ! عاش باحساس الذنب والخديعة لازمه طويلا . فلم يجدوا بدًا من تسفيره وتزويجه .هناك في ذلك البلد يلتقى بشخص على النقيض تماما ممن وجهوه إلى التدمير .يميزه كتاب يحمله بين يديه ، تأليف القاضي العادل المستنير ابن حزم ، ارتاح له واعترف بجريمته ببكاء اخضلت له لحيته .وكما لو أنه وجد فى كتاب الامام ابن حزم ضالته توسله ليحصل عليه.وتباعد بينهما الايام ، إلى أن جمعهما ببلديهما مران حفيدتيهما بملعب الجمباز كونهما مشاركتان فى باليه البجع . استعاد الشيخ- المجرم- التائب، وأستاذه ذكريات لقاء الغربة ، وعلى وقع الاعتراف القديم بالحرق والتدمير ، راح المجرم التائب يعترف مجددا:كتاب ابن حزم لايزال معى ، وكأنه يقول: لايزال يهديني