الآن وبعد عشرات السنين من الإهمال منذ بداية ظهور الجمهورية اللبنانية والتدمير الممنهج لطرابلس. بدأ بجرف نهر ابو علي بحجه الطوفان في الخمسينيات وتحويل مجراه وتدمير أو سرقة معظم الاثار التي كانت بجانبه.وطمس معالم تاريخية بالاسواق والخانات وغيرها وتحويلها إلى دكاكين للبيع او مستودعات وتهميش ابنيتها وبدل أن ترمم أصبحت أما تهد أو ترمم بأساليب بدائية بشعة بدون مراعات التاريخ أو المنظر العام.
ولا إثبات اكتر من واضح الا مجرى الزبالة التي كان اسمه ابو علي.وكيف تعمد وجود السوق بجانبه لجعله مكب زباله. ورغم الترميمات لبعض الأسواق أو الخانات الا أنه لا يوجد تنظيم رسمي ومدروس لجمالية المدينة القديمة. والتهميش!
ما نقول عن تهميش المدينة الحديثة لا طرقات محترمة ولا جسور ولا انفاق اكبر أزمة سير تراها في بقعة صغيرة بالنسبة لحجم المدينة. والمعرض الذي أصبح مكان شبه متهدم لا صيانه ولا إستعمال ولا حتى أدنى انواع الاستفادة منه. والفندق الوحيد الذي اغلق وكثير من الأمور التي رددها كثير من الناس وما زالوا يرددون عن إهمال طرابلس من قبل المسؤولين اللبنانيين على مر العصر الجمهوري كله.
لماذا عاصمة الثقافة العربية.
هل تستحق ؟نعم بالنسبة لتاريخها العلمي والحضاري تستحق وأكثر. ولكن هل تهيأت لتسقبل هذا اللقب.
لا.
ولا يجب أن تتهيأ ولا يسمح لها أن تكون على قدر اللقب .
لنأخذ أصغر مدينة في لبنان مثالا ولن اقول العالم العربي.لو كان هذا اللقب لمدينة صيدا أو البترون أو زحلة. هل سيمر الأمر مرور الكرام. اقل شي تزفت شوارعها وتقام الاماكن التي ستكون جاهزة للناس وتفتح الفنادق تزين وتتصلح أحوال الأسواق وطبعا تزال المخالفات. هذا غير التنظيم الفعال لكوادر المناسبة. هذا غير الاعلانات والدعايات وغير السياحة التي تصحب المشروع.
هل مناسبة كهذه يكون هذا هو الاعداد لها؟
نعم تقام معارض ومهرجانات وتحركات ثقافية.
وحتى هناك مجموعات سياحيه داخلية تات بواسطه الباصات تجول بالشوارع . ولكن لو قارناها باي مدينه اخرى سنجد أن هذا الأمر مجرد هوبرة فارغة. اين المثقفين اين أصحاب الأفكار والأراء اين الفنانين اين المهرجانات وكبار الفنانين اللبنانيين والعرب. ما يقام في طرابلس ما هو إلا تحركات خجوله جدا بالنسبة للحدث بل يقام سنويا مثلها وربما احسن منها (لا جديد) اين السواح والمثقفين العرب الذي تحتشد فيهم الفنادق والمطاعم والمطارات ليشاهدوا عاصمة الثقافة العربية.(يجب أن يكون هناك مهرجانات ثقافية و أدبية وفنية على مستوى العالم العربي مع برامج تكريم ضخمة.) لا فرق ولا هم لقد كتب على طرابلس أن تموت سريرياً وبكل هدوء والشاهد على موتها هم أبنائها اولا ثم الذين خططو لدمارها وجعلها بؤرة للفساد والمطلوبين.
عاصمة الثقافية العربية .كان من الممكن أن تكون عروس الثقافة العربية ومسرح التاريخ العربي عنوأن الحضارة العربية.
لكنهم ارادوها عجوز هرمة تحتاج إلى عكاز لتسير. وهي تنتظر الموت . وإكرام الميت دفنه.
مع تحيات ولوحات محمد.ن. نابلسي.