د. مجدي عبدالله
على رائحة الغبار استيقظ سالم هذا الصباح وهو يسعل بشدة، فقد بدأت عاصفة ترابية على البلاد اليوم مع إجازة من العمل، المكيف يعمل وكذا المروحة إذاً لماذا كل هذا الغبار ومن أين أتى؟ فكل النوافذ مغلقة وشقتي في أدوار عالية….،نظرت خديجة من تحت الغطاء والتفتت إليه لا تشغل بالك سينصلح حال الطقس….. قم وسيكون إفطارك جاهز بعد قليل
شعور الاختناق والسعال المتواصل جعله ينهض من مكانه …. اغتسل وتوضأ وصلى ومازال السعال ورائحة التراب والغبار تزكمه …..خرج إلى الصالة فوجد أبنائه الأربعة منهمكين كل منهم في جواله ولم يهتم بوجوده سوى كلبه الذي ركض وجلس بجواره….. ازدادت شدة السعال أراد أن يحصل على كوب الماء الذي كان على المنضدة أمامه…. لم يستطع سقط على الأرض….. نبح كلبه بصوت عال لم يلتفت الأولاد هرعت الأم تصرخ ماذا بك ؟ …..رد لا أدري نظر إلى أبنائه المنهمكين بما في أيديهم صرخ لينتبهوا بصوت عالي وكأنه عاصفة من الغضب بريح عاتية هل أنتم أهل الكهف لا تبالون ولا تشعرون بما بدور حولكم تبا لكم ولهذه الأجهزة
هرع إليه الأبناء بعد أن هددهم بسحب الأجهزة منهم التفوا حوله ارتمى الصغير في حجره ووضع رأسه على صدره….هدأ السعال وخفت عاصفة الغضب تناول الماء من يد زوجته هدأ …عاد الأبناء كما كانوا ونام هو في مكانه