غريب هذا الفضاء
وله عفونة ممدوحة الانتشار..
هذه الأرواح الضامرة والهشة
لم تعد تعلم أنها مثبتة بدبوس ورقي جاف أو سيليكوني رطب..
لم تعد تتورع عن أن تنزل عليك آيات من الذكر الحكيم
أو قوالب مميزة من فواحش الشتم واللعنات..
منشورات بالستية خرقاء
وكلمات مبثورة ومأسورة تنيم الكلب على خراءه.. وإدراجات أخرى تجمع بين صور الطعام وفضيلة قلة الكلام..
غريزة متعاظمة للخوض في كل شيء حتى لو كان قط حزين رفض تناول العشاء..
هذا البؤس الأنيق على الصفحة الزرقاء..
هذا الشبق المتأجج للحفاظ على الحق في الإدلاء..
وما أثقب الدلاء!!
هذه الغريزة المستحدثة والحاقة بكل ذي نفس تابعة لانسياب سيل اللغط وعصف البلاد..
وتبقى جمعاتهم مباركة وتهاني صباحاتهم كما يجدر بخير قومية أخرجت للناس..
كل تلك الارتهانات التي تحيط برقابهم وخواصرهم وهم يعتقدون أنهم يحررون في صفحاتهم شيئاً قد يفيد الجنة والناس..
حمى شرسة من أجل المساهمة في تعليم أو إمتاع الناس للناس، وما من ناس!!.
رأيت شخص فنان يناضل ومعروف في وسطه وبلده مات اليوم لم يتوقف سيل نعيه من كل الأرجاء ولم اجد لديه أكثر من بضع نقرات اعجاب على منشوراته السابقة المتخمة بالأوجاع..
ثم تنهال الصور التي مفادها/
شفتني وأنا مع صديقي الميت!.
أحد المدرجات الواردة عن نعيه يقول ناشرها أنه حائر كيف سيواصل الحياة بعده وكيف ستحلو له بعد اليوم قهوة الصباح…
الناس تفقد كل يوم الشجاعة على المجاهرة بالحب لك إلى حين سماع صوت نعيك من أول براح..
تشابه الشجر عليهم، غوغوليون النهش والقطاف
أئمة نسخ ولصق
وعلماء في المحو والإثبات..
* أعلم أن هذا المنشور ليس جالبا لسعد أولئك المتكئون على أعمدة الهواء