جاسم نعمة مصاول / كيبيك ــــ كندا
قديسةٌ مَرَتْ بأحجارِ الصمتِ
عابرةً أسوارَ جسدي
في يومٍ كنتُ أُريدُ أنْ (أتركَ أحزاني)
سألتني كيف نهارُكَ كانْ؟
سيدتي… كيفَ أكونْ؟
نهاراتي تركتُها خلفَ البحرِ
والسهادُ أصبحَ عاشقي في الليلِ
والشوارعُ أصبَحتْ بيتي
وحديقةَ طفولتي
والمقاهي أصبَحتْ نديمي وسلوتي
أُلاحقُ ابتسامةَ عُمري
وضوءَها الهاربَ مني
انتظرتُها زمناً حتى
ملَّ الانتظار مني
سيدتي
الغربةُ تطوقُّ جسدي
وروحي هائمةٌ في الغاباتِ المُوحشةِ
وساحاتِ الثلجِ
والريحُ تطاردُ خوفي … غُربَتي
لتخذُلَني الشمسُ
أتوسدُ ضوءاً يأتيني من طرقٍ
مررتُ بها في الحُلمِ
سيدتي
كيف لي أنْ أعرفَ نهاري
والموجُ ابتلعَ ترنيماتِ البحرِ
وسرقَ وصايا القمرِ
وجسدي موزعٌّ بين الليلِ والفجرِ
لا تعاتبيني عند مغادرتي
الى نافذةٍ مجهولةٍ
لأنًّ الريحً هي وطني
تأخذُني للمنفى
ومواعيدَ المدِ والجزْرِ
وتنهداتٍ نسيتها في مكانِ ولادتي
وكواكبَ معلقةً في عينِ الشمسِ
سيدتي
أصبحتُ تائهاً بين الماءِ والنارِ
روحي نصفين
تبحثُ عن أجوبةِ التاريخِ
وتدفقاتِ الانهارِ
وأزمنةِ البراكين
وأحزانِ المنفيين
أفتقدُ أُمي التي رحلَتْ
ولَمْ ترَها عيني
لأنَّ البحرَ غطاني بضفتيه
والخيولُ تركتني ضائعاً
فوق أشلاءِ المدنِ المفجوعةِ
كعصفورٍ ينامُ على حجرٍ
تمرُّ بي الريحُ تبكي لجسدي
المفتونَ بالحُبِ
وأحلامَ القمرِ
والليلُ يفتحُ ذراعيه لأحزاني
وكلماتِ الطوفانِ
ماذا أقصُّ عليكِ؟
حيرتي … لوعةَ روحي
أمْ ذاكرتي عن امرأةٍ عاشقةٍ
كانتْ ترقصُ مع الشمسِ
وتلبسُ الفجرَ
أغنيةً على ضفةِ الجٌرحِ
ابتعدتْ شواطئي عن نوافذي
وفمُ الريحِ مفتوحٌ للمطرِ
والأيامُ تقفزُ فوق وحدتي
ونزيف جراحي
يرافقُها قمرٌ نصفهُ ضوءٌ
ونصفهُ الآخر حجرٌ
والشمسُ ترسمُ صورتها
فوق جسدي
تحاورٌ الموجً الذي أنقذني
وستبقى تلكَ العاشقةُ
رمزاً في مخيلتي
(أغسلُ وجهَها بماءِ عيني)
(أغسلُ وجهَها بماءِ عيني)