سأثقبُ بعضَ الدَّوائرِ حولي لأنِّي أهابُ القُرى المقفلةْ!
ولا السِّربُ سربي، ولا الدَّربُ دربي…
ولا البوصلةْ!
هنالكَ في الجانبِ المَشرقيِّ الحزينِ..
بفيءِ الهوامشِ؛ حيثُ الرِّياحُ النَّوافذُ!
ما من طُقوسٍ تُبرِّرُ زَجْرَ الغريبِ…
وكلُّ عبورٍ يُشَّرَعُ؛ ما من مصالِحَ كي تُقفِلهْ!
وحيثُ المقاهي البليدةُ تَنحتُ بُنًّا سخينًا..
أشدَّ اعتزالًا؛ يُسرِّحُ عن بابِهِ الجلجلةْ!
بعيدًا عن القالِ والقيلِ والبلبلةْ…
بعيدًا قليلًا عن الصَّرفِ والنَّحوِ والأمثلةْ!
وعن فضلِ أمِّي عليَّ طويلًا،
وفضلِ الكناياتِ والوزنِ والمِكْحَلةْ
وعن مجْدِ نصٍّ وروعةِ قَصٍّ
وكَمٍّ من النَّقْدِ والأسئلةْ..
فإنِّي تعبتُ…
تعبتُ كثيرًا…
أنا لا أريدُ انثيالًا يُبرِّجُ حاليَ
والمُرفقاتِ التي دسَّها الأمسُ
في جيب تنهيدتي المُثقلةْ!
وأجزِمُ أنِّيَ لستُ كما روَّجَ الحرفُ عيدًا
ولستُ الأراجيحَ والسُّنبلةْ!
كما لستُ أرضى بِثوبٍ توسَّمَ دَورَ البطولةِ في مدحِ رقصتيَ الأرمَلةْ!
يُجمِّلُ جِلدي وبَردي،
وجوعي وجهلي
بجدوى خشوعي
بمغزى دموعي
على الطِّفل لمَّا يُزاوجُ بينَ ٱرتِجافةِ جفنيهِ والمقصلةْ…
أريدُ دروبًا تَهزُّ خطايَ
ترى الحزن أعلى
وأصدقَ ما في الوجودِ وأحلى؛
متى جاءَ وجهي ليَلبسَ غيريَ وِفقًا لما تقتضي المرحلةْ!
ليُقنعَ كلَّ المحيطينَ بي أنَّ ما بان محضُ ندوبٍ تروحُ…
وأنَّ الدِّماءَ التي ترتديني سرابٌ…
وأنِّي إذا ما تجرَّعتُ غمَّازةً كل يومٍ سأَنسى…
أُصابُ بحُمَّى الحياةِ؛
بسُكرٍ يقي حُرقةَ المسألةْ…
اللوحة للمبدعة الفنانة فيفيان الصايغ