د. غادة موسى
تراودها الكلمات عن نفسها
تخشى أن يُقبض عليها متلبسةً
بتهمة كتابة قصيدة
وتلك لو تعلم في شرقنا
ما زالت جريمة كبيرة
فبإمكان امرأة أن تمارس الرذيلة
في حانة رخيصة
وبإمكانها أن تصبح
زوجة أمير المؤمنين الرابعة
بعد المئة
وبإمكانها أن ترقص عارية
على شاشة التلفزيون الرسمي
وبإمكانها أن تمارس
تجارة الأعضاء البشرية
وصك عملة مزورة
وبإمكانها أن تترأس جمعية خيرية
وتبتسم ببلاهة
في افتتاح دار أيتام
لأطفال شهداء حرب عبثية
وبإمكانها أن تكتب راوية فاشلة
تنال بجدارة جائزة الأبداع
من بلاط صاحب النيافة
لكن ليس بإمكانها كتابة قصيدة
فخلف كل باب يختبىء مخبر
وفي كل حي مطوع
يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر
وفي مدينتها مخفر
يديره ضابط بكرش
تلقى تدريبا ليصادر الفكرة
قبل أن تتحول إلى كلمات
وفي بنايتها جارات
توقفن عن شرب القهوة
وصنع حلوى بطعم الكاوتشوك
ليتفرغن للتكهن
بطقس عواطفها
وتقييم حالتها النفسية
ورفع تقارير مفصلة
للباب العالي
فيها حتى ماركة عطرها
وقياس ثيابها الداخلية
وآخر ظهور لها على الواتس اب.
يعاجلها مخاض الكلمات ليلا
تدونها بحذر على قصاصة ورق
تتأكد من ان الضوء المتسلل
من نافذتها بعيد
تعود إلى نومها
متوسدة قصيدة لن ترى النور
فقد سقط منها سهوا
بضع كلمات لن تعجب الضابط البدين
لكنها رغم ذلك تشعر براحة مطلقة
وتغرق بأحلامها مطمئنة
أن لا رقيب “حد علمها”
موكل مصادرة الأحلام
02/02/2021