جميل داري
ليسَ من ريشةٍ.. فراغٌ يداهُ
كانَ يوماً طويلتانَ يداهُ
…
يدُ أعمىً.. عصاً من الريحِ ..ليلٌ
فيراهُ.. وليتَهُ ما رآهُ
…
دربُهُ شائكٌ ..طويلٌ.. ثقيلٌ
ليسَ يدري بالدَّربِ إلا اللهُ
…
ليسَ من شأنِهِ الوصولُ أخيرًا
ما لهُ مأوىً.. تيهُهُ مأواهُ
…
وصلَ البحرَ.. موجُهُ كانَ ميْتاً
زبدُ البحرِ وحدَهُ ناداهُ
…
وهوَ في عمقِهِ ملائكُ نورٍ
وحواليهِ أذؤبٌ وشياهُ
…
يقضمُ الصَّمتَ.. صمتُهُ نبويٌّ
لم يدنِّسْ باللغوِ يوماً فاهُ
…
لم يجدْ في صحرائِهِ ظلَّ قبرٍ
ظلَّ حيَّاً يتيهُ معْ مَن تاهوا