د. غادة موسى
واعود اليك مدينتي المفضلة
صقيع داخلي
يطغى على بردك
فلا اشعر به
استجدي الدفء من اصابع خيالية
توهمت انها لن تفلتني
أتأمل كل الوجوه
وابحث عن وجهي
فقد ضاع مني في زحامك
فلا تطالعني الا وجوه
تكاد تكون بلا ملامح
مثل لوحة سيريالية
يحط الحمام
يطير الحمام
ادندن بصوت مسموع
واسأل رفيق سفري الصغير
هل سمعت عن شاعر عربي
يدعى محمود درويش؟؟؟
يجيبني لا
اخبره بأني اليوم مثله
لا شيء يعجبني
نزقة المزاج
مثقلة بتذكارات
من حكايات
ظلت دون نهايات
متعبة بانتظار احتمالات
لم يعد يدهشني حصولها
ومهما حاولت ان ترضيني
اتصنع ضحكة
وفي القلب الف دمعة
لا ذنب لك ان ترافق اليوم
امرأة لم تعد تعرف من تكون
شهية انت
امرأة استثنائية
رغم كل محاولاتك للتستر
بمظهر عادي
استرجع نبرة صوتك
وانت تتأمل وجهي المتعب
محادثة كلاسكية
في بداية مكررة
اتوقع من الآن النهاية
فلن تسعى لتعرف المزيد
عن الروح المسجونة
في هذا الجسد الذي تشتهيه
وعن حجم ما تخفيه
من خيبات وانكسارات
جاحدة انت
محاطة بالكثير من النعم
التي يحسدك عليها كثيرين
تقولها كأنك تلقي محاضرة
في التنمية البشرية
التي لم تستهويني يوما
طاقتي سلبية
وما عندي لا يكفيني
اسعى بانانية لأكثر
اريد المزيد اعترف
اريد شيئا واحدا يا سيدي
بدأت اشك في وجوده
خارج افلام الابيض والاسود
والروايات الكلاسكية
واشعار نزار
اقرب حبات الكستناء المشوية
من انفي البارد
امضغها دون تلذذ
لماذا لم يعد للأشياء طعمها المعتاد؟
ارمي ما تبقى منها للنوارس
التي تتصارع عليها
اناجيها بصمت
ان تلتقط كل احزاني
وترميها في إحدى البحار
ابتسم للكاميرا
ورغم ذلك تبدو
كل صوري غير مثالية
هل يا ترى كان علي
ان لا اغادر الصورة الكاملة
واظل ادعي الفرح
حتى ابقى مرضيا علي
من ضباط العلاقات الاجتماعية.
“اتمنى ان تظل الصورة مثالية”
اقول لجاري العريس العراقي
وانا اناوله هاتفه
يظن انه فرق في اللهجة
يبتسم ويشكرني
يطوق عروسه بذراعه
ويبتعد عن هذه المرأة المجنونة.
“القدس عروس عروبتكم”
لو كنت معي اليوم يا صديقي مظفر
وسمعت الجيل الثالث
من عرب فلسطين
يتفاخرون بجواز السفر الاسرائيلي
هل كنت ستداري دمعتك
ام كنت ستشتمهم
او ربما كنت ستأيدهم؟
كأني كنت بحاجة لمزيد من الحزن
الا تكفيني احزاني الخاصة؟
اشرح لصغيري
عن ماذا يدور الحوار
تخيل ان احدهم سرق بيتك
واعطاك غرفة واحدة
ثم بعد فترة ادعي صداقتك
واعطاك هدايا كثيرة
هل ستتغاضى عن سرقته لبيتك؟
يدير عيناه ضجرا مني
يلمح من بعيد المجمع التجاري
يهتف فرحا
وانا اغرق في افكاري
هل قد اسامح يوما من سرق بيتي؟
لست شاعرة
ولا ادعي مهارة لا املكها
شهدت الاف الولادات
وولادة نص من رحم الاحزان
قد لا يكون معجزة
لكنه يبقى فعل خلق
حتى لو كانت تعابيره ركيكة
وكلماته ينقصها التنميق
ومجازه بعيد عن البلاغة
فانا اكتب لي
او اكتب عني
وفي الحالتين لا اسعى للمجد
كل ما اريده ان افرغ بعضا
من فوضى حواسي
حروفا على ورق
13/02/2022