كلّما تهيّأتُ إليكِ بالرّحيل
سعيتُ ليطولَ الطّريقُ
وأن لايخلو من روحِ المغامرة
كأنْ أصدفَ غول الكلمات مثلا بشجاعةٍ
أو يلتفِت إليّ سيزيف وألقي عليه بعض النّكات
أو يرمقني بهيبة بوسايدون القابع على
ضفّة الخَلق
فيرى كيف تتلقّفني بحارُهُ
وأنا أُخرِجُ من أعماقها سرًّا مكنونًا
كلماتُهُ بين المحّار غافيةٌ
فأسير بقدَمي الشاطئ
وخفّة روح الأمداء
أتسلّق جدُرَ المستقبل
لا شيء يثقل جسدي في الرحلة
فأجري كالنهر عكس الأزمان
2-
في رحلتي
كلّ الأشياء تشرح ذاتّها
الصمت يستعرُ في الأعماق
يتقصّد إثارة الطريق
يتردد كالصّدى بين جدران الروح
والحب يعزف الحياةَ لحونهُ
يهب ذاتَهُ إلى الذات
فيعود إلى الصدر ثقوبا شعريةً ماطرةً
والصبر يُحرق كجمر الغضى
فيهدي نورًا يزهدُ بالصفاء
كلّما شعّ تبتسم دموعُ العين
3-
قررتُ أن أتوقفَ في الأسواق بين
أروقة العجائب
فأقايضُ أبياتٍ عذبة
باللؤلؤِ لأضيءَ كنجوم الليل ببهاء
وبالمرجان لأُذكّرَ بشروقٍ ساحرٍ
وتارة بكهرمان يحمل حكايا الغابات السحيقة
وأبنوس يشهد على صنعة رفيعة
4-
ليطول الطريق فيعود بي
إلى التاريخ يروي أعذب القصيد
بكل بهاء
يحكي حكايات الأمس البعيد
وكلّما طالت الرحلة يشيخُ الجسد
وتتّقدُ في كلّ وُجهةٍ
جذوة حكمتي
أرى فيها عبرةً وفي كل خطوة
فليس على كرسي النهاية
طاقية الإخفاء.
5-
شكرًا لهذه الرحلة الجميلة
لقد أنارت روحي بالمعاني الزاهرة.